الفيلم: روزيتا (فرنسا - 2000)إخراج: جان بيار داردين ولك داردين
بطولة: أميلي دوكين، فابريزيو رونجيون، آن يرنو
في كابينة أشبه بكوخ تعيش روزيتا بصحبة والدتها مدمنة الكحول، تبدو الأم كأنها تسعى إلى تدمير نفسها من خلال إدمانها هذا، أما الابنة الصبية، فنتابعها في رحلاتها اليومية بحثاً عن عمل. فرصة العمل ليست فقط سبيلاً للحصول على لقمة العيش، بل عن مكانة محترمة في نظر الآخرين، وعن هوية تشعر الصبية بأنها تفقدها وتستعيدها وفق مسار حياتها المتذبذب والمرتبط بوالدتها.
ولكن التواصل بين الأم والابنة يكاد يكون منعدماً، يقتصر على عبارات قليلة يومياً، تشعر روزيتا كأنها وحيدة ومهملة. أما نضالها من أجل العيش، فتخوضه بصمت، كالصمت الذي يطبق على حياتها العائلية.
إنها قصة صراع بين أم متهكمة وابنة تريد أن تحيا كالآخرين، نرى روزيتا تعود من عملها ليلاً لتبحث عن أمها في المخيم الذي تعيشان فيه، تدور بين الأكواخ لتجدها وهي تمارس الدعارة مقابل كأس بيرة أو ويسكي. في هذه القصة تنقلب الأدوار، الابنة تقرر معالجة أمها، ترفض الأخيرة، تردد «لا أريد أن أخرج من مستنقعي»، تقع الشجارات بينهما، وفي النهاية يتحول الشجار إلى تضارب على حافة المستنقع، تقع على أثره الصغيرة في الماء، وحين تشعر بأنها ستغرق تروح تصرخ «أمي النجدة»... لكن الأم لا تجيب وتسعفها لأنها ببساطة تخلّت عن دورها كأم وقبلت بانقلاب الأدوار.