صور ـ آمال خليليعيش سكان صور ومنطقتها على أمل وضع الحجر الأساس للمبنى الجديد لمستشفى صور الحكومي خلال الأسابيع القليلة المقبلة، كما وعدهم قبل أيام وزير الصحة. المبنى الجديد ضمنت إنشاءه هبة 10 ملايين دولار من الكويت للحكومة اللبنانية بعد عدوان تموز، يضاف إليها هبة 15 مليون دولار من البنك الإسلامي. وكان السفير الكويتي أول من زار المستشفى بعيد العدوان تقديراً لدوره فيه، وأعلن حينها «استعدادنا لتمويل إنشاء مبنى جديد سيكون الثاني من نوعه في لبنان من حيث تجهيزه».
ويلمّح مصدر إداري في المستشفى إلى أسباب «سياسية وراء تنفيذ المشروع». فبالرغم من مرور سنتين «لم تعط الحكومة الأمر بإنجاز الدراسات الهندسية للمبنى الجديد ». إلا أن المال موجود بحوزة مجلس الإنماء والإعمار المولج بالمشروع. كذلك أقرّ الموقع الجغرافي لتشييد المبنى ضمن الأملاك العامة قبالة واجهة صور البحرية، وتبلغ مساحته 16 ألف متر مربع. المصدر ذاته لا يستبعد «تأجيل البدء بالبناء إلى أجل غير مسمى»، وإن «كان وضع الحجر الأساس قريباً بجهود وزير الصحة محمد خليفة الذي يصرّ على إنجازه، وإلا فإنه يذهب إلى الأدراج». ويشير بهذا الصدد إلى تجربة مستشفى تبنين الحكومي الذي أنجز بناؤه منذ عام 2000 لكنه لم يدخل حتى الآن حيّز التشغيل الكلّي، «لأن الحكومة لم تصرف المبالغ المطلوبة لتجهيزه». وكان مستشفى تبنين قد شهد منذ شهرين افتتاح أقسام الطوارئ والمختبرات والأشعة التي موّلت تجهيزها الوحدة الإيطالية في اليونيفيل.
وقبل أسبوع، دبّت الحركة في مستشفى صور الحكومي بمبناه الحالي، وتمثلت، بعيداً عن الدولة، ببدء العمل بقسم العناية الفائقة الذي جهّزته مؤسسة الوليد بن طلال، بالإضافة إلى تشغيل قسم العمليات الذي رمّم بهبة أحد المغتربين من قانا وجهّز بهبة من السفارة الإيطالية. وإذا تم وضع الحجر الأساس قبل نهاية العام الجاري، فإن إنشاء المبنى الجديد يستلزم 5 سنوات، تأتي بعدها مرحلة التجهيز المرهونة بتوفير التمويل. ومن المقرر حتى ذلك الحين البحث في نقل المستشفى من الإدارة العسكرية إلى الإدارة المدنية، علماً بأن الإدارة العسكرية الحالية، التي تعمل حسب الأنظمة الإدارية لوزارة الصحة، جارية منذ عام 1985 بعيد انسحاب الجيش الإسرائيلي من صور بتعاون مشترك بين لجنة «العمل الشعبي» ووزير الدولة لشؤون الجنوب آنذاك نبيه بري. وهدفت إلى التعويض عن تقصير الدولة وضبط توفير الخدمات الصحية لجميع اللبنانيين والفلسطينيين.