محمد محسنقلّما تجد اليوم خبز التنّور، إلا عبر طريقتين: الأولى هي البحث «بالسراج والفتيلة» عن محالّ تبيع هذا الخبز. أما الثانية، فتقدمها شاشات التلفزيون بوفرة، من خلال المسلسلات العربية التاريخيّة، حيث يتلوّى العجين بين يدي ربّة المنزل قبل نزوله إلى تنّور تلك الأيام. هو «أسمك» من الخبز المرقوق، لكنْ كثيرون يفضلّون تناوله في وجباتهم الغذائية، لما يحويه من فوائد بسبب خلو عجينته من السكّر نهائياً، وندرة الملح فيها. عجينة لا تعتمد إلا على طحين القمح وطحين الذرة، والملح الخفيف والماء والخميرة. لا تستند جودة خبز التنور، رغم وضوح مكوّناتها، إلى الخلطة فحسب، بل إلى عناصر أخرى. أولها طريق «اللطع»، وهي كيفية تحريكها في يد الفرّان، ووضعها على «الوسادة»، وكذلك طريقة ضربها في التنّور، الذي تنقسم أنواعه بين تنّور من التراب وهو عبارة عن حفرة في البيت الريفي، تلقّم نارها بالحطب، وبين تنّورٍ حديدي مستحدث يعتمد على الغاز لتوليد النار. سعر الربطة حالياً ألف ليرة، لكنها تحوي خمسة أرغفة فقط، ما يجعل البعض يتراجع عن شرائها رغم فوائدها الصحية. في القرى الجنوبية أسماء أخرى، وتعديل في المكوّنات. الطابون هو اسم الفرن، والطحين هو «جريش»، يتألف من قمح مجروش يشبه البرغل، هناك حيث يتغيّر شكل الرغيف، فيسمّى الصغير «بعقة»، والكبير مشطاحاً.