ليال حدادفي الذكرى الخامسة والستين للاستقلال، يبدو أنّه بات على اللبنانيين الاختيار بين خطّين لا ثالث لهما. أقلّه هذا ما أعلنته مصلحة طلاب القوات اللبنانية في الملصقات التي وزعتها احتفاءً بالذكرى «الوطنية» والمفترض أنّها «جامعة»، بعنوان «حدّد خيارك».
تهدف هذه الحملة بالدرجة الأولى إلى «حث اللبنانيين على المتابعة في مسيرة الحرية والاستقلال، وعدم الانجرار وراء المشاريع المشبوهة التي من شأنها تقويض مسيرة السيادة وبناء الدولة»، كما أعلن البيان الذي أصدرته المصلحة.
غير أنّ نظرة إلى الملصق تعكس واقعاً مختلفاً، لا علاقة له «بالوحدة الوطنية» ولا «بالعيش المشترك» الذي تتغنى به كل الأحزاب اللبنانية ومن ضمنها القوات.
فالضاحية الجنوبية لبيروت، ومعها كل المخيمات الفلسطينية من الرشيدية وصولاً إلى نهر البارد تمثّل «لبنان، شكراً سوريا» و«الحدود غير المضبوطة وغير المرسّمة» و«السلاح غير الشرعي»، و... المعتقلين اللبنانيين في سوريا! أما في الجهة الأخرى من الملصق فتبدو خريطة لبنان وعليها العلم اللبناني وهي «لبنان الدولة القوية» «حدوده نهائية مرسمة بدءاً من مزارع شبعا»، «وسلاح حصري بيد الجيش والقوى الشرعية اللبنانية»، وهذا هو بحسب الملصق «لبنان ثورة الأرز».
وإلى جانب كل من هذين اللبنانَين وضع القواتيون خانة صغيرة يحدّد فيها المواطن خياره. وقد وزّعت هذه الملصقات في المناطق «المسيحية» أي في الأشرفية والدكوانة وجونية وجبيل.