«تراث مديني حديث لكنّه عريق. وإن زال، فسوف يزول معه تقليد تزييني يعود إلى آلاف السنين»، هذا ما خلصت إليه المؤلّفة سيسيليا بييري في كتابها «بغداد، فنون تزيينية، هندسة معمارية بحجر الآجر 1920ـــ1950»، (دار لاركانج مينوتور). إذ تكشف الكاتبة الفرنسيّة في عملها عن وجه للمدينة لا يبرزه الإعلام، وتكتب في المقدّمة أنّه «اعتباراً من العشرينيات، بدأ معلّمو البناء البغداديون الذين يعملون مقاولين وعمال بناء ومزينين ونحاتين في العمل بالتعاون مع مهندسين بريطانيين لجعل مدينتهم عاصمة مثيرة للإعجاب. والأداة المفضلة لهذه النهضة المدينية كانت حجر الآجر». ويعرض الكتاب مستعيناً بـ250 صورة، بينها صور كثيرة التقطتها المؤلفة نفسها بين 2003 و2006، كيف تحوّلت العاصمة العراقية بعد 1920 إلى نموذج حقيقي لتخطيط مديني وظيفي يأخذ في الاعتبار ضغط النزوح السكاني إلى المدن ومخاطر حصول فيضانات على ضفاف نهر دجلة، مع التمسّك بتقليد البناء بحجر الطابوق.(أ ف ب)