خالد صاغية«هيدا زمانك» عنوان العمل الغنائي الجديد لخالد الهبر، وهو أيضاً عنوان أغنية مهداة إلى الحزب الشيوعي اللبناني، كان قد أدّاها الهبر في حفلاته الأخيرة. العنوان نفسه لا يصلح للحزب وحسب، بل لكلّ التيّار اليساري العريض، على امتداد العالم، الذي خفت صوته في العقود الثلاثة الأخيرة تحت وطأة شعار «لا بديل».
لم يشأ أحد أن ينتبه إلى سقوط نظرية الـ«لا بديل» حين كانت مؤشّرات عدم المساواة تطلق صفّارات الإنذار، وحين كان المستوى المعيشي للملايين حول العالم يتدنّى باستمرار، وحين كانت أنماط حياة تزول عن وجه الكرة الأرضيّة، وحين تحوّل عمّال العالم غير المتّحدين إلى فريسة لوحش مستتر «لا بديل» منه. لكن، حين بدأ هذا الوحش يأكل لحمه، استفاق الجميع على ضرورة التغيير.
لكلّ الذين رمتهم الشركات العملاقة في الطرقات، هيدا زمانك.
لكلّ الذين قذفت بهم العولمة خارج قراهم ودكاكينهم الصغيرة، ليقطعوا آلاف الأميال ويعملوا في خدمة السيّد الأبيض، هيدا زمانك.
لكلّ الذين يجرّون أطفالهم مرغمين للعمل في مشاغل العرق، هيدا زمانك.
لكلّ الذين اجتاحت الصواريخ الذكيّة بيوتهم الصغيرة، هيدا زمانك.
لكلّ الذين أُطلق اسم التخلّف على عاداتهم وتقاليدهم وأغانيهم وآلهتهم وحبّهم لأبنائهم وللخبز الذي تعجنه أيديهم، هيدا زمانك.
لكلّ الذين استُخدِموا وقوداً لتحفيز النموّ وجذب الاستثمارات وخدمة الدَّين العام، هيدا زمانك.
لكلّ الذين يخضعون للابتزاز اليوميّ ليتمكّنوا من دخول مستشفى أو مدرسة، هيدا زمانك.
لكلّ الذين يحملون أحلاماً لا تتّسع لها الأسرّة، وحبّاً يفيض عن حاجات البشر، هيدا زمانك. أكثر من أيّ زمان... هيدا زمانك.