أعلن طلاب الجامعة اللبنانية بدء التحركات من أجل خفض سن الاقتراع، في اجتماع عقده رؤساء مجالس الفروع في الإدارة المركزية للجامعة
قاسم س. قاسم
حضرت الوسائل الإعلامية، وبات كل شيء جاهزاً لبدء ما قررته مجالس طلاب الفروع في الجامعة اللبنانية، وهو المطالبة بإقرار قانون خفض سن الاقتراع إلى 18 عاماً. الواحدة إلاّ خمس دقائق، يستعد الصحافيون في القاعة الزجاجية في الإدارة المركزية للجامعة للنشاط، فيما لم يطلّ بعد أيٌّ من الطلاب المعنيين بالقضية. الواحدة وخمس دقائق، يحضر رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور زهير شكر ليصبح بدء النشاط أمراً واقعاً. في تلك اللحظة، لم يكن عدد الطلاب المشاركين قد تجاوز أصابع اليد، ما دفع أحد المصورين إلى تشبيهها «بجلسة مجلس النواب أول من أمس عندما كان عدد الصحافيين يتخطى عدد النواب»، يقول ضاحكاً.
يرحب شكر بالحضور وممثلي الهيئات الطلابية، قبل أن يدخل بسرعة في صلب الموضوع ليقول: «قد تستغربون مطالبتي بخفض سن الاقتراع، وأنا من قرّر تعليق الانتخابات في الجامعة اللبنانية». يحاول أن يشرح للطلاب أنّ القرار الذي اتخذه لم يكن «لمنع الحياة الديموقراطية في الجامعة»، بل إنّ «الاستحقاق يأتي في ظروف صعبة تمر بها الجامعة، وفي أجواء التحضير للانتخابات النيابية، مشيراً إلى أنّه لو حددت مواعيد الانتخابات في بداية العام الدراسي لكنا سمحنا بها». إذاً، فالقرار ـــــ يوضح شكر ـــــ يهدف إلى «ضمانة سلامة الطلاب، لا التقليل من دورهم أو منعهم من المشاركة في شؤون جامعتهم». أما إيمان شكر بضرورة خفض سن الاقتراع، وإخراجه من التجاذب السياسي والطائفي، فينبع «من الإجماع الذي حظي به القانون في لجنة فؤاد بطرس». أنهى «الرئيس» كلمته بالثناء على «كل موضوع نقابي يجمع الطلاب»، لكنّه عاد وردّ على استفسار قدمه ممثل الفروع الثانية جولي معلولي عن خبرية ارتفاع رسم الضمان الاجتماعي للطلاب من 90 ألف ليرة إلى 150 ألفاً. وأوضح «أنّ الضمان طلب منا زيادة الاشتراك بما يتناسب مع ارتفاع الحد الأدنى للأجور، وما نحن هنا سوى وسيط بين الطلاب وصندوق الضمان». ثم تحدث رئيس مجلس طلاب الفرع الأول في كلية العلوم وممثل الفروع الأولى في المؤتمر الصحافي، علي عيسى، شاكراً الحاضرين هو الآخر على مشاركتهم. وشرح أنّه يُنظر إلى الشباب اليوم بصفتهم أرقاماً وأعداداً أو «كشباب الغد وكأن دورهم اليوم ملغى»، فيستغرب عيسى كيف «يُسمح بأن نكون بعيدين عن مشاكل مجتمعنا الحقيقية ونحن نعيش هذه المشاكل ونشارك في حلّها». ودعا جميع المنظمات الشبابية والطلابية «إلى الوقوف صفاً واحداً للمطالبة بخفض سن الاقتراع إلى 18 عاماً وأن يكون للشباب الصوت المسموع». مع انتهاء كلمة عيسى حضّرت الوسائل الإعلامية نفسها للرحيل، إلى أن نبهها معلولي إلى أنّ دوره في الكلام قد حان، وقال: «لمّا كنت في الثامنة عشرة تظاهرتُ ضد احتلال وطني، بس ما كان يحق لي إنتخب»، رافضاً الحجة التي يسمعها الشباب عن «غياب الوعي السياسي لابن الـ 18». يضيف أنّ «كل ولد بكل بيت لبناني يتربى سياسياً». ينتقد معلولي تعاطي الكتل النيابية مع مشروع خفض سن الاقتراع الذي «توافق عليه»، كما يقول، «من دون أن تجرؤ على تعديل القانون». بعد مشوار طويل من الشمال تهيئ ممثلة الفرع الثالث هاجر عبد العظيم نفسها للكلام، طارحةً أسئلة على المعنيين، منها: «كيف يسمح القانون بزواج البالغ من العمر 18 ليؤسس عائلة تكون نواة للوطن، ولا يسمح له بالانتخاب؟» وطالبت «بالفم الملآن» كل المعنيين بأن «يجردونا من جميع حقوقنا أو يمنحونا إياها كاملةً»، ما دفع أحد المصورين إلى التعليق بقوله: «والله برافو».
انتهى المؤتمر الصحافي بإعلان بدء التنسيق بين المنظمات الشبابية والطلابية في جميع فروع الجامعة اللبنانية و«اللجنة الشبابية والطلابية لخفض سن الاقتراع»، لتحركات مقبلة لم يكشف عنها. مع رحيل الوسائل الإعلامية، بقي ممثلو المنظمات الطلابية في القاعة الزجاجية ليتحدث معلولي عن «المال السياسي المدفوع في الانتخابات الطلابية في الفروع الثانية»، ولتؤكد عبد العظيم أنّ «دولة الرئيس نجيب ميقاتي هو الأول في الشمال».