الفيلم: حبيبي دائماً (مصر ـ 1980)المخرج: حسين كمال
بطولة: نور الشريف، بوسي
سيظل هذا الفيلم، عقوداً طويلة، المثال الأبرز على الأفلام العاطفية. قصة حب عاصفة تنتهي بموت الحبيبة بين ذراعي زوجها، تُغمض عينيها على شاطئ البحر وهو يغني لها، بناءً على طلبها، أغنية عبد الحليم حافظ «لابنيلِك قصر عالي، واخطف نجم الليالي... الهوى هوايا». لكن ما يهمّنا في هذا الفيلم، هو المواجهة التي تقع بين الحبيبة فريدة (تؤدّي الدور بوسي) وعائلتها الأرستقراطية الرافضة للعريس الفقير إبراهيم (نور الشريف).
في الأُسر العربية يُعدّ رفض ما تمليه الإرادة الأبوية أمراً في غاية الصعوبة، إنها معركة حقيقية تُخاض في جولات طويلة، يخسر الابن أو الابنة فيها جولات كثيرة، ولولا تدخل «القدر» في بعض الأحيان، فإن المواجهة تنتهي حتماً لمصلحة الأهل والفكر المحافظ.
صراع بوسي لن يكون بالطرق التي تتحدث عنها المدافعات عن حرية المرأة وحقوقها، بل تستند العاشقة فيه إلى مبدأ «القوة في الضعف»، إذ إنّها تستسلم في البداية لإرادة أهلها، فتدخل القفص الزوجي الذي اختاروه لها، لكنها ترفض لاحقاً الحياة التي يقترحها عليها زوجها الأول. الضعف الذي جعلها تخضع لما يخالف رغباتها، هو نفسه سينقذها بعد سنوات لتعود إلى حبيبها، إنه ضعف يُكرّسه المرض الذي تعانيه، والذي سيجعل الفيلم مشوّقاً، وغارقاً في رومانسية أشبه بما تتخيّله المراهقات عن فارس الأحلام. فريدة في هذا الفيلم نموذج الفتاة العربية المنكسرة والدلّوعة في آن واحد، ابنة حقبة الانفتاح، وسليلة الإقطاع، التي تموت عندما تعرف كيف تلبّي رغباتها.