رشا أبو زيدبدأ الحوار... واجتمع المتخاصمون على الطاولة المستديرة ليتفقوا على أسس الدولة القوية والعيش المشترك.
لكن هل هدأت النفوس، لا سيما بعد حوادث 7 أيار؟
لقد انتقلت حرب الشوارع إلى حرب إلكترونية، وهي عبارة عن قرصنة عبر الشبكة، لا سيما على Facebook ما تعرف بالـgroups، وهي عبارة عن استطلاع للرأي لشريحة معينة من الشباب. وسابقاً، تعدّت مجموعة من شباب القوات على المجموعات التابعة للتيار الوطني الحر... أما اليوم فأصبح هناك مجموعات تعمل لتسترد هذه المجموعات، ترى هنا مجموعة تابعة لـ14 آذار وأخرى لـ8 آذار. الأولى تشتم والأخيرة أيضاً. وهناك قوات تُدعى قوات بري الخاصة (وطبعاً هي من محبي الرئيس نبيه بري ولا تمتّ له بصلة)... مجرد شبان يأخذون على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن وجهة نظر سياسية. ما يجري على الشبكة الإلكترونية خطير، لا سيما أن جذور الفتنة انتقلت من الشارع إلى الإنترنت، وأصبح الشباب لا يوفرون فرصة، لتوجيه أصابع الاتهام إلى الفريق الخصم، وتبادل الشتائم، وتخوين هذا الفريق «التابع» لسوريا، أو إيران أو إسرائيل، متناسين أنهم من بلدٍ واحد اسمه لبنان، يمتاز بطوائفه المتعددة، وأن العيش المشترك هو سبيل نجاتهم من الأصولية العمياء التي استولت على عقولهم وجعلتهم مسيرين لا مجزين...
إذا ما زرت موقع الـ facebook وكنت أحد أعضاء الـgroups التي لا توفر أحداً من السياسيين كأداء «لفشة الخلق»، سوف تطالعك شريعة حامورابي «العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم».
نعم البادي أظلم وهم حكامنا الذين جعلوا بين أبناء الوطن شرخاً وزرعوا في نفوس الشباب المنطق التعصبي والمناطقي والطائفي.