حاصبيا ـ عساف أبو رحالدفعته هوايته منذ صغره إلى جمع أشياء لافتة للنظر. كان يحتفظ بها داخل صندوق خشبي أعدّه بنفسه، وأحكم إغلاقه بقفل حديدي على قد الحال. ومع تدرّجه في مدرسة الضيعة، انتقل إلى المدينة، واتخذ من الهندسة المعمارية تخصّصاً ناله من أحد فروع الجامعة اللبنانية. مارس مهنته بجديّة والتزام لاقيا إعجاب الكثيرين من الأهالي، وخصوصاً الذين تعاملوا معه في قطاع هندسة البناء.
لكن هواية الطفولة بقيت. جعل المهندس إيلي العنبر من منزله معرضاً للتحف التي تحتل مساحات واسعة من جدران منزله وغرفه التي ضاقت بها، فتسلّلت إلى غرف النوم والمطبخ، وزيّنت المنزل، الذي هو بحد ذاته تحفة قديمة. حين تدخل المنزل، تطالعك تحف أثرية معلّقة على الجدران أو معروضة على حافة شباك داخلي يجمع بين غرفتين، أوجدته هندسة ذاك الزمان. بنادق حربية وأخرى للصيد، غالبيتها قديمة سلك الصدأ طريقه نحو بعض أقسامها. مسدّسات يعود تاريخها إلى الحقبة العثمانية، سيوف وخناجر مطعمة، وصندوق خشبي كبير يحتل صدر غرفة الضيافة. وداخل غرفة المكتب يوجد جناح خاص بالمسابح المختلفة الأشكال. أما الأجران الحجرية التي كانت تُستخدم في تحضير وجبة «الكبّة النية»، والمحادل المخصصة لحدل السطوح الترابية القديمة تحتل مكاناً مستقلاً.
ويقول عنبر: «منذ صغري حلمت بجمع المقتنيات القديمة، هذا الحلم تحقق أخيراً، بعدما أصبحت مهندساً صاحب دخل مستقل أشتري ما يعجبني. يوجد في المنزل حالياً نحو 200 قطعة سلاح، كلها قديمة الصنع، منها الفرنسي والإنكليزي والإيطالي، ابتعتها خلال تجوالي وتعاطيّ مع الأهالي ممّن يريدون إعادة ترميم منزل قديم. بعض البنادق وصل سعرها إلى المليون ليرة لبنانية، والبعض الآخر زهيد الثمن». وقال: «هذه المجموعة ذاع صيتها وباتت مقصداً للكثيرين، وربما يجب وضعها في متحف، لأنه يوجد لدي مجموعة قطع غير معروضة لضيق المكان. بعض الفخّاريات يعود تاريخها إلى مئات السنين كـ«الخوابي» التي كانت تُستخدم لتخزين زيت الزيتون». أما الجانب الآخر «البنادق والمسدسات الحربية القديمة، فكان الهدف منها الجمع بين المقتنيات المنزلية القديمة، وما رافقها آنذاك من أسلحة كانت تُستخدم في حروب سابقة. هذه الأشياء باتت تحفاً ومصدر فخر لأصحابها».