وزّع الطلاب المشاركون في مؤتمر «العنف ضد الأطفال»، توصياتهم على الناس لإيجاد عالم خال من العنف ضدهم، عبر حواجز نصبوها في شوارع صور
صور ــ آمال خليل
ينزع الفتى الشعار الذي لصقه للتو أحد الأطفال على زجاج باص والده العمومي ليقرأه بصوت عال. الشعار يتحدث عن عالم صديق للأطفال ويقول: «ما بدنا عنف». يسأل الفتى والده إذا كان عليه أن يعيد لصقه فيجيبه بحركة من يده تعني اللامبالاة.
لامبالاة الوالد تلقفها الابن سريعاً رامياً من النافذة، الشعار ولائحة التوصيات التي خطّها فتيان في مثل عمره لمنع العنف ضدهم. الفتى وعشرات المواطنين قاموا بالفعل ذاته بعد توزيع ناشطي جمعية «نبع» والمنظمة السويدية لرعاية الأطفال وعشرات من طلاب المدارس الرسمية والأونروا في المنطقة.
حواجز المحبة اختتمت مهرجان الحماية من العنف الذي نظّمته الجمعيتان لمناسبة اليوم العالمي لإنهاء العنف ضد الأطفال الذي يصادف بعد غد الاثنين. وتولى 500 طفل تنفيذ فعاليات المهرجان توافدوا من قرى منطقة صور إلى مركز باسل الأسد في المدينة. الأطفال كانوا طلاباً من ست مدارس رسمية في بلدات السماعية والناقورة ومجدلزون والمنصوري والمساكن وصور، إضافة إلى مدرستين تابعتين لوكالة الأونروا في مخيمي الرشيدية والبص. وكانوا قد استفادوا من برامج دعم نفسية واجتماعية وتنموية نفّذتها الجمعيتان في مدارسهم وقراهم على السواء خلال العام الدراسي الماضي. ويوضح علي سلام من «نبع» أنّ «الطلاب رسموا وغنوا ومثّلوا ورقصوا ورووا نتائج البرامج التي خضعوا لها والتي تصب جميعها في اتجاه واحد هو نبذ العنف ودعم حقوقهم».
وبعد نقاش المشاركين لأنواع العنف التي يتعرضون لها في البيت والمدرسة والمجتمع المحلي، وضعوا توصيات وجدوها «سبيلاً لإنهاء العنف ضدهم». وتوجهت للمدرّسين والأهل بجملة لاءات مثل «لا للضرب والشتائم والتمييز والإهمال والاستغلال والعزل»، مطالبين إياهم «بالحوار والمعاملة الحسنة والرعاية والحنان والأمان».
وأتت البرامج التي نفذتها الجمعيتان، في إطار مشروع «من طفل إلى طفل» الذي جعل الطلاب يحددون، جماعياً، المشاكل التي يعانون منها وحلولها، إضافة إلى تقديم أفكار ومشاريع لتلبية حاجاتهم وأمنياتهم. وعلى سبيل المثال، في مدرسة الناقورة «تمنّى» الطلاب تعلم الموسيقى والعزف وكان لهم ما تمنوه بأن قدمت الجمعيتان آلات موسيقية على أن يؤمن الطلاب أستاذاً. أما في مدرسة السماعية فقد طلب المشاركون لوحات حائط للتعبير عن مشاكلهم وطموحاتهم ومشاعرهم. وفي مدرسة المساكن طلبوا برادي تحجب الشمس التي تضرب صفوفهم.
يذكر أنّ مهرجان «الحماية من العنف» الذي يشارك فيه أيضاً الأساتذة والمعلمات، يأتي بموازاة الجدل الذي لا تزال منطقة صور تعيشه بسبب طرد إحدى المعلمات لضربها تلميذاً. قرار الطرد الذي أصدرته الأونروا لإحدى معلماتها في مخيم البص لا يجد له الكثير من المناصرين بين الأساتذة والأهالي على حد سواء. ويقول أحد زملائها المعلمين: «إنّ الأمر لا يحرز الطرد، فالعقاب أساسي في التربية»، فيما يواصل ذوو التلميذ الصمت مكتفين «بقرار إدارة المدرسة المنصف».