فداء عيتاني«يريدون حصاد كل ثمار الدولة دون أن يذعنوا لما تقوم الدولة عليه أصلاً»، بهذه العبارة يتحدث رئيس حكومتنا فؤاد السنيورة إلى «الفاينانشل تايمز». ثمار الدولة إذاً لن تعطى إلى من لا يطيع الدولة، وحتى لو أطاع الدولة فإن الدولة هي من يوزع الثمرات، وطبعاً ليس بالتساوي بين المواطنين، فثمة خمسة في المئة من اللبنانيين يحصلون على أكثر من 75 في المئة من ثمرات الدولة، والباقي يُلقى إلى كل المستفيدين والمواطنين، والقاطنين في هذه البلاد وبنسب متفاوتة بين فئة وأخرى. في مقابلته نفسها، لا ينسى السنيورة الدفاع عن المملكة العربية السعودية التي لم تقدّم إلا المال في أفغانستان، ولكنها لا تعرف كيف تدير النزاعات. وقال إنه لا يصدق بأي طريقة تُورّط السعودية في مواجهة سوريا. طبعاً لا شك بأن سوريا، وعلى عادة فريق 14 آذار، هي الشر المستطير وحدها، وأما من يرشي كل القوى التي يثبت يوماً إثر آخر تورطها بالاشتباكات، فلا يمكن أن يدل على شيء، إلا أنها قوى ناصعة، وأيدٍ لا تفعل إلا الخير.
أما مشكلة التسلح التي تجري في شمال لبنان فهي «لا تقارن بما يحصل عليه حزب الله» من أسلحة.
المسألة المعلقة فعلاً هي لمن تذهب ثمار الدولة، ولمن تذهب الأسلحة؟ وفي الوقت الذي يعتقد بعض المعارضة، وبعض من في حزب الله، أن التسويات مع أضراب رئيس حكومتنا، وتقاسم المهمات على قاعدة «السنيورة ورفاقه ينهبون لبنان والمقاومة تقاتل إسرائيل»، فإن الرجل ومن خلفه فريق داخلي ودول عربية، يرفضون حتى نهب البلد دون تسليم المقاومة سلاحها إلى الدولة التي يحتكرها السنيورة.
كل الكلام المعسول عن الديموقراطية والانتخابات و«اللعبة العادلة» لا يعني أي شيء أمام سياسة اقتصادية لا تُمَسّ، ولو أثبتت فشلها المتكرر، وأمام ديون ستكبّل أي حاكم يأتي إلى السلطة في حكومة انتصار سياسي للمعارضة، وخاصة أن هذه المعارضة لم ترسم إطاراً لسياسة اقتصادية اجتماعية. ولكن هذا لا يسمح بأي حال من الأحوال لرئيس حكومتنا بالتصرف كأنه رئيس حكومته هو. الحكومة هي حكومة لبنان، وليست ملكاً للسيد السنيورة ولا لآل الحريري، أو لقوى 14 آذار.