طرابلس ــ عبد الكافي الصمدما إن تطوى صفحة جدال على مشروع سقف نهر أبو علي وسط طرابلس القديمة، حتى تفتح صفحة أخرى، من غير أن يؤدي ذلك إلى نتائج فعلية على الأرض، ما جعل الأمر يبدو كأنه حوار طرشان، طرفاه بلدية طرابلس وهيئات المجتمع المدني المدعومة من قوى سياسية عدة.
فاللقاء الموسع الذي عقد الشهر الماضي في قصر نوفل وكتبت عنه «الأخبار»، كشف عمق الخلاف بين معارضي المشروع، وهم الأغلبية، ومؤيديه الذين يقتصرون على رئيس البلدية رشيد جمالي وأقلية داخل المجلس البلدي، والمهندس في مجلس الإنماء والإعمار نبيل عيتاني، الذي أعدّ الدراسات المتعلقة بالمشروع، والتي يسعى المعارضون لإدخال تعديلات عليها.
عضو لجنة المتابعة التي انبثقت عن اللقاء، عبد الله كبارة، أوضح لـ«الأخبار» أنهم قدموا اقتراحاتهم إلى «مجلس الإنماء والإعمار، وأبرزها عدم وضع البسطات فوق السقف، بل إيجاد مكان بديل لها». وأضاف «مقترحاتنا تتضمن: تعديل خطة السير المقترحة، خفض مساحة سقف النهر وإيجاد فتحات تهوئة فيه، تأمين موقف عام للسيارات، تأمين الخدمات الأساسية لتنمية مرافق المدينة القديمة وإيجاد حل نهائي للبسطات يبعدها عن طرفي النهر».
مقابل ذلك، أوضح أعضاء في البلدية، فضّلوا عدم كشف أسمائهم، لـ«الأخبار»، أن رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر «طلب إعداد مراجعة عاجلة لمشروعَي سقف النهر وتعديل وجهة السير، وأنه ينتظر أن تنجز هذه المراجعة قبل نهاية الشهر». وأشار هؤلاء، وهم عارضوا المشروع منذ البداية، إلى أن القوى السياسية وهيئات المجتمع المدني «أجمعت على معارضتها وضع البسطات فوق سقف النهر»، وتساءلوا: «إذا كانت البسطات ستنقل، فلماذا سقف النهر، ولماذا لا يقتصر على 75 متراً، كما اقتُرح سابقاً بدلاً من 300 متر كما هو حالياً؟».
وكشفوا أنه «بعد جهد كبير استطعنا الوصول إلى الملفات الخاصة بالمشروع، وتبيّن أنه لا وجود لدراسة بيئية كما كان يقال، أو دراسة لخطة السير المقترحة، بل إنهم يعدّونها حالياً، ما دفع رئيس مجلس الإنماء والإعمار إلى طلب إعداد دراسة بالتعديلات المقترحة على المشروع الذي يدعمه فقط رئيس البلدية والمهندس نبيل عيتاني، من مجلس الإنماء والإعمار، الذي وضع الدراسات».
وإذ أوضح الأعضاء أن مجلس الإنماء والإعمار «يشعر بالحرج من المتعهد، شفيق الحريري، ويحاول الحصول على قرار بلدي قبل المباشرة بتمرير التعديلات»، أبدت أوساط نيابية في تيار المستقبل لـ«الأخبار» استغرابها «تمسك جمالي بالمشروع، برغم معارضة فاعليات المدينة» داعين إلى أن «يقتصر الأمر على سقف الجزء الذي أنجز حتى الآن وعدم استكمال المشروع، وأن يخصص المبلغ الباقي لتحسين مجرى النهر وتجميله».