نيفين حمادة «إنها حولة حسن»، هذا ما تردده بعض النساء إذا لاحظن أن تركيز أولادهن النظري ليس طبيعياً، تُعرف حولة الحسن عادة بأنها نوع من السمات الجمالية، ونسمع كثيرات يرددن «تذكروا حولة داليدا»، وهي من العبارات التي نسمعها كثيراً. الحقيقة أنه ليس ثمة شيء يدعى «حولة الحسن»، ومن الضروري معالجتها وتصحيحها، وذلك يتم على مستوى العضلات الموجودة عند أطراف العين بتحريك العضلات لإثبات العين في وضعية مستقيمة حتى تعود إلى شكلها الطبيعي، وهذا الأمر جمالي ويؤثر على مظهر العين. وتقول الدكتورة سامية حداد (اختصاصية في أمراض العيون) إن حولة الحسن هي نوع من أنواع «كسل العين»، وهي عبارة عن ضعف في الإبصار في عين لم تتطور فيها الرؤية طبيعياً منذ فترة الطفولة المبكرة. وذلك نتيجة لتجاهل المخ للصورة غير الواضحة التي تنقلها العين المصابة (أي العين الكسولة)، فيعتمد كلياً على العين الأخرى، ويؤدي ذلك إلى ضعف عملية الإبصار .
إن «كسل العين» يتسبب في هيام إحدى العينين بسقوط الجفن ليغطي نصف العين أو معظمها، كما يُمكن ملاحظة عدم التناسق في حركة العينين، إلا أن معظم حالات كسل العين تمر دون ملاحظة المحيطين بالطفل لها، وتُكتشف حالات كسل العين عن طريق إيجاد الفرق في القدرة البصرية بين كلتا العينين.
وتُعدّ هذه الحالة من الحالات الشائعة، حيث إنها تصيب حوالى 4% من الناس، ولا يمكن علاجها إلا خلال مرحلة الرضاعة أو الطفولة المبكرة، وهناك ثلاثة أسباب رئيسية لهذه الحالة: الحول والتركيز غير المتكافئ أو قصر النظر أو طول النظر، أو اللابؤرية أو ارتخاء الجفن أو غيرها، مما قد يسبب إعاقة بالرؤية.
ومن أعراض كسل العين: عدم القدرة على تركيز العينين على النقطة نفسها، ويُلاحظ أن المريض قد يحدق طويلاً، وبتركيز لرؤية شيء معين، كما من الوارد أن يلتفت ليتمكن من رؤية شيء رغم كونه داخل مجال رؤية إحدى عينيه.
وهناك عوامل قد تزيد من احتمالات الإصابة بكسل العين، منها الحول وعدم تناسق الإبصار في العينين، وعدم دخول الضوء إلى إحدى العينين، ووجود سابقة إصابة في العائلة وقلة الوزن عند الولادة، والولادة المبكرة.