جبيل ــ جوانّا عازارفتيات بالزيّ الهنديّ التقليدّي يستقبلن الضيوف، ويَسِمْنَ جبهة كل مشارك بتلك النقطة الحمراء التقليديّة. تدخل إلى حيث أقامت السفارة الهندية في جبيل نشاطها التثقيفي، فإذا بالشموع ورائحة البخور الهنديّ تعبق بالمكان، يضيع النظر ليستقرّ على الساري الهنديّ الذي تلبسه العديد من الفتيات، فالهند اختارت أن تحلّ ضيفة على جبيل، «لطابع هذه المدينة السحريّ»، كما قالت سفيرة الهند في لبنان نيغشا لوفوم، ولتطلق منها مجموعة نشاطات ثقافية وفنية وطبية. هكذا حضر إلى شاطئها موسيقيّو اللانغاس الذين يعيشون غرب صحارى راجاستان ليحيوا حفلات بقيادة «ساموندار خان لانغا»، كما يفعلون في الهند في الاحتفالات الرسميّة والأعياد والأعراس. و«اللانغاس» ينشطون في مجال الموسيقى منذ 400 سنة، وهم منذ نحو عقدين قوّة كبيرة تمثّل الموسيقى الشعبيّة لمنطقة راجاستان. تقوم المجموعة برحلات موسيقيّة عبر العالم، وقد حطّت في جبيل عاكسة صورة الفنّ الشعبيّ الهنديّ، مضيفة عليه تقنيّة ارتجاليّة ظهرت جليّة في عزف الأغاني. وقد ظهر الأعضاء بلباسهم الملوّن التقليديّ واستطاعوا أن يشدّوا انتباه الحضور الذي أظهر تفاعلاً كبيراً معهم، مستغرباً من جهة هذا الفنّ الذي يتعرّف إليه حديثاً، ومبدياً في الوقت عينه تقديره له. وقد أضاف اللانغاس آلتي «الدولاك» و«الخادال» إلى عرضهم.
سفيرة الهند أكّدت لـ«الأخبار» أنّ «كلّ تواصل ثقافي، فنّي هنديّ مع لبنان يعزّز التضامن بين البلدين، ويقوّي حتّى العلاقات الدبلوماسيّة»، مشيرة إلى أنّ الهند تقوم اليوم بتعريف اللّبنانيّين إلى الفنّ الشعبيّ «علم الحياة» (ايورفيدا) وهو من أقدم الأنظمة الطبيّة العلميّة في العالم ومطبّق في منطقة «كيرالا» في الساحل الجنوبيّ للهند. ويهدف إلى استعادة المرضى لتوازنهم الصحّي، وخاصّة أنّ هذا النظام يساعد على الحفاظ على توازن الجسد بالحفاظ على العناصر الطبيعية التي يتألّف منها جسده والكون، أي: النار، الهواء، التراب والمياه، وهو حلقة في نظام عامّ يشمل الصحّة النفسيّة والروحيّة والجسديّة. وقد أطلقت السفارة «علم الحياة» في جبيل بعدما استقدمت أربعة محترفين تعمّقوا في دراسة هذا العلم لثماني سنوات.