البلمند ـ الأخباريضع عدد من الطلاب في الباحة المجاورة للكافيتريا في جامعة البلمند، اللمسات الأخيرة على لوحات العرض المنتشرة دائرياً. عند العاشرة، يعلو صوت الموسيقى معلنةً بدء المعرض السنوي للأندية الطلابية. الإقبال يرتفع تدريجاً ليصل إلى ذروته في فترة استراحة الغداء، حيث يتجمع الطلاب في الكافيتريا ومحيطها. أما المسؤولون فيبدون حماسة في التعريف بأنديتهم، والسؤال: «بدك تعبّي طلب؟».
غابت بعض الأندية القديمة وحضرت أخرى جديدة، والقاسم المشترك لدى الجميع هو عبارة: «عملنا ترفيهي اجتماعي بعيد كل البعد عن السياسة». لكن إذا كان الأمر صحيحاً، فكيف يمكن تفسير انتماء قاعدة كل نادٍ إلى لون سياسي واحد؟
يؤكد رئيس نادي «التضامن» رواد أبو زكي أن ناديه الجديد سيكون الأكثر فعالية نظراً لوفرة الأنشطة التي سيقوم بها، مشيراً إلى أنّ جميعها ذات طابع ترفيهي، «لأنّ الترفيه هو الوسيلة الوحيدة للم شمل الطلاب بعيداً عن السياسة ومشاكلها».
إلى جانب «التضامن» لوحة تحمل أعلاماً وألواناً كثيرة تتحدث عن «النادي الدولي». يوضح رئيسه روني مقصود (طالب لبناني ـــــ فنزويلي) استقبال النادي طلبات انتساب الطلاب اللبنانيين والأجانب، ليتعرفوا إلى عادات الدول المختلفة وتقاليدها، إلى جانب النشاطات الترفيهية، كالحفلة ذات الطابع اللاتيني المقررة قريباً. بالقرب من النادي الدولي، تقف فيرونيك قرطباني، رئيسة نادي «السيدات». تستفيض قرطباني في الشرح عن أهمية النادي والأنشطة التي يقوم بها، من حملات توعية لمكافحة سرطان الثدي وتكريم الأمهات في عيدهن وعرض أزياء... ولدى سؤالها عن انتساب الذكور إلى النادي، تجيب بأنّ الشباب مرحب بهم إذا ثبت أنّهم فعلاً مهتمون بالمواضيع التي يطرحها النادي، وذلك بعد إجراء مقابلة معهم. «يستقطب النادي عدداً من الشباب المهتمين بالتعرف إلينا، لكوننا جميلات فقط»، تردف ممازحة.
يختلف وضع هذه الأندية عن أخرى يغلب عليها اللون السياسي الواحد. فنادي التفاعل يجمع في غالبيته الطلاب القوميين الاجتماعيين. لكن رئيس النادي، سيمون الخوري، يؤكد الانفتاح على جميع الطلاب عبر تنظيم نشاطات تخدم فكر الحزب وعقيدته بطريقة غير مباشرة وفي مناسبات عدة. إصرار الخوري على إبعاد السياسة عن عمل النادي يظهر عملياً عبر تغيير شعار النادي، وكتابة كلمة «Interactive» بطريقة فنية بعيدة عن شعار الزوبعة. وضع نادي «المرح والترفيه» ليس مختلفاً، إذ يترافق حديث رئيسه سامر صوايا عن الابتعاد عن أي توجه سياسي مع رفع إحدى الصور التي تجمع الأعضاء رافعين شعار القوات اللبنانية. الأمر نفسه موجود في جناح النادي الاجتماعي، البرتقالي بامتياز، الذي يسعى رئيسه مارك خوري إلى إبعاده عن السياسة عبر التركيز على نشاطات ترفيهية وثقافية، لكن دون جدوى، إذ كتب حرف «L» في آخر كلمة «Social» على شكل شعار التيار الوطني الحر. وحده رشيد نشار، مسؤول النشاطات في نادي «الأفق» الذي كان ما زال يقوم بتزيين لوحة العرض، يخرق القاعدة ويعرف النادي على أنّه «الجناح الترفيهي لخلية تيار المستقبل في الجامعة».