يعاني طلاب الجامعة الدولية اللبنانية في فرع صيدا تأخيراً في التسجيل نتيجة عدم وجود عدد كافٍ من الموظفين في الإدارة. إذ يهتم خمسة أشخاص فقط بالمعاملات الإدارية الخاصة بالطلاب الجدد والقدامى. ويترافق العدد القليل للموظفين مع «هجمة» كبيرة للطلاب الجدد على الجامعة
صيدا ـ سوزان هاشم
«خمسة موظفين فقط يتولون معاملات التسجيل لأكثر من 3 آلاف طالب في الجامعة». لا لسنا في كلية من كليات الجامعة اللبنانية كما قد يخال القارئ للوهلة الأولى، بل نحن في جامعة خاصة، وتحديداً في الجامعة الدولية اللبنانية LIU في صيدا. استُنسخ هذا العام في الجامعة مشهد طابور الطلاب أمام مكاتب التسجيل، عن زميلتها «اللبنانية». فمرت ساعات الانتظار طويلة على معظم طلابها لإتمام عملية التسجيل في هذه الجامعة التي تضاعف عدد طلابها مقارنةً بأرقام العام الماضي، مقابل ثبات في عدد الموظفين الخمسة الذين يتولّى اثنان منهم أعمال السكرتاريا وإدارة المكتبة إلى جانب عملية التسجيل، وخصوصاً أنّ عدد الطلاب الجدد تجاوز 1600 فيما لم يتجاوز عددهم العام الماضي 1400 طالب.
هذا الواقع خلق «عجقة» في التسجيل، رغم أنّ هذه الجامعة تعتمد نظام الـSYSTEM، أي إنّ التسجيل يجري عبر الإنترنت. لكن المشاكل التقنية التي تعتريه أحياناً، إضافة إلى حاجة الطلاب إلى مراجعة الإدارة بشأن المنح والحسومات على بدل التسجيل، وطلبات تعديل المواد، كل هذا دفع الطلاب للحضور شخصياً إلى الجامعة للانتساب إليها. إلى جانب حضور عدد هائل من الطلاب الجدد الذين يأتون إلى الجامعة للاستفسار عن الأقساط والاختصاصات.
«زحمة» التسجيل حرمت علي الالتحاق بقسم اللغة الإنكليزية. إذ إنّ الصف الذي يتناسب مع وقته اكتمل عدد طلابه الخمسة والثلاثين، الأمر الذي سيؤخر تخرجه فصلاً دراسياً كاملاً. ويعلّق علي باستياء «لو أننا في الجامعة اللبنانية لكان هناك احتمال كبير لأن يحدث هذا الأمر، لكننا في جامعة خاصة، وندفع 2000 دولار في الفصل الواحد». ويردف شاكياً من سوء المعاملة التي يلقاها الطلاب «هناك تمييز كبير في المعاملة بين الطالب القديم والجديد. فالأخير مرحّب به كثيراً ابتغاءً لكسبه في الجامعة والاستفادة منه مادياً، أما الطالب القديم، فيتعرض «للبهدلة» في عملية التسجيل».
أما الطالب مصطفى حسون، فاضطر إلى الانتظار أربع ساعات كي يستطيع مقابلة مدير الجامعة، ليطلب منه تعديل دوام توزيع موادّه غير المنسجمة مع وقته. وكانت النتيجة رفض المدير لقاء حسون. وقال له أحد الموظفين إنّ «المدير يستقبل فقط أولياء الأمور، لا الطلاب». ويعترض بعض الطلاب على هذا الموضوع، وخصوصاً «أننا في جامعة لا في مدرسة، وإذا كان المدير لا يملك الوقت الكافي لاستقبال الطلاب وحل مشاكلهم فيمكن إيكال هذه المهمة لموظف في الإدارة. إذ لا يعقل أن كل شاردة وواردة ينبغي أن يحلها المدير»، كما يقول أحد أصدقاء مصطفى.
ولا يختلف وضع نديم مراد عن حالة مصطفى. حيث استغرق إنجاز طلب لمعادلة موادّه أسبوعاً كاملاً. وكان عليه أن يأتي إلى الجامعة يوميّاً، من التاسعة صباحاً ويبقى فيها حتى الرابعة من بعد الظهر.
من جهته، ينفي مدير الجامعة الدكتور خالد مراد ما يسميه الطلاب «البهدلة» التي يتعرضون لها. «الطالب لا يحب الانتظار» يقول مراد. ويتّهم الطلاب القدامى بالتأخّر في التسجيل. ويضيف «لقد قمنا أخيراً بتنظيم عملية التسجيل عبر إعطاء دور لكل طالب حسب رقمه». أما بالنسبة إلى سؤالنا عن النقص في عدد الموظفين، فردّ قائلاً: «هذه شؤوننا الإدارية الخاصة، ولا يحق لأحد التدخل فيها»، مضيفاً إنّ «الموظفين يعملون بطريقة منظّمة. ولن يختلف الوضع لو كان عددهم عشرة».


لمَ لا يُستعان بالطلاب في التسجيل؟

يؤكد الطلاب أنّ تنظيم التسجيل على أساس الأرقام لم يحلّ مشكلة الازدحام، والانتظار طويلاً في الطابور للحصول على دور في التسجيل لم يتغير، وخصوصاً أنهم يُمنعون من تقديم أي مراجعة أو طلب قبل الساعة الثانية عشرة ظهراً. فحالما تطأ قدم أحد الطلاب مكتب الإدارة تبادره السكرتيرة بالقول «لبرا لبرا شو مش شايف الإعلان». «لا يعقل أن تُلقى أعباء جامعة تضم نحو ثلاثة آلاف طالب على أكتاف خمسة موظفين فقط». والكلام للطالب في قسم الـIT حسن، الذي يقترح بأنّه يمكن الاستفادة من زملائه في القسم عبر إخضاعهم للتدريب المطلوب للتخرّج (stage) خلال عملية التسجيل «وهكذا تستفيد الجامعة منّا ونحن نستفيد عوضاً عن أن نبحث عن تدريب في الخارج».