سائقو سيارات الأجرة من جهة، وشرطيّو السير من جهة أخرى، هم الإشكالية الأهم في الجمهورية اللبنانية (ليس حصراً). هذان الطرفان قادران، بما منحهما الخالق من قدرة، على التسبّب بزحمة سير خانقة أو موجة من الزمامير اللامنتهية...بمقدور سائق السرفيس، «الشكّ» من اليسار إلى اليمين دون أي إنذار مسبق، على اعتبار أنّ إشارات السيارة تستخدم فقط في الأعياد وأحياناً أيام الآحاد. كما بإمكانه التوقف لدقائق في أي خط كان بانتظار صعود راكب أو نزوله، أو لحين أن يبتعد السائق الآخر مسافةً كافية ويستعيد الأوّل المنافسة المشروعة على الركاب.
أما شرطي السير، فاحتمالاته لعرقلة السير أوسع: إما شابّة يجب تلطيشها، أو «منغل» يجب توقيفه جانباً ليثبت له أنه ببزّته أكثر «مَنْغَلةً» منه، أو حديث مع أحد الزملاء الدركيين «من عِشرة العمر» والذي شُكّل في فترة سابقة إلى ثكنة بعيدة.
الاحتمال الأسوأ أن تجتمع كل هذه العناصر في الصباح على إحدى مستديرات العاصمة، أي دركي يوقف سائق تاكسي شاباً ـــ «منغلاً» يُقِلّ شابّة من اللواتي يُلَطَّشن. عندها تتّصل «آلو، أنا سأتأخّر، اذهب وحدك إلى الموعد»، فيوقفك الدركي جانباً.

نادر...