«لا تركبي الدراجة» جملة تسمعها معظم الفتيات في لبنان والعالم العربي بعد تخطي سن العشر سنوات، تأتي هذه الجملة مفاجئة في معظم الأحيان، من دون أي إنذار سابق، وعندما تسأل الفتاة عن الأسباب تأتيها الإجابة مبهمة، تكون على الأرجح على الشكل التالي «لأنك فتاة، انتبهي فقط، لا تكثري من الأسئلة». قضية الدراجة ما هي سوى «افتتاحية» لمجموعة أوامر تتعلق باللعب وكيفية غسل بعض أعضاء الجسم، وكيفية الجلوس، وما إلى ذلك من الممنوعات التي تُفرض على الفتاة قبل أن تدخل مرحلة البلوغ، والممنوعات تصير «تابوهات» لا يُمكن شرحها. والتعتيم على المعلومات المتعلقة بجسد الفتاة تمنع هذه الأخيرة من التعرف إلى عالمها الجنسي بشكل صحي، كثيرة هي الكتابات التي تتناول هذه الممنوعات، وقد تناولتها الكاتبة والمناضلة النسوية نوال السعداوي في كتابات كثيرة، منها مثلاً كتاب «امرأتان في امرأة».الكاتبة المغربية والباحثة في الشؤون الاجتماعية فاطمة المرنيسي تناولت هي أيضاً هذا الموضوع، وربما كان كتابها «نساء على أجنحة الحلم» من أبرز ما كُتب عن الحريم، والقوانين التي تخضع لها النساء اللواتي يعشن فيه، كل الممنوعات التي تُفرض على الأجساد الأنثوية الصغيرة التي تتحرك في هذا الفضاء المغلق على رغباتهن وتطلعاتهن، والمرنيسي تُذكّر في بعض كتاباتها الأخرى بأن النظرة التقليدية إلى المرأة ودورها وبكارتها ما زالت حية في بعض الأوساط.
أخيراً، تطول لائحة الكتب التي تتناول جسد المرأة وعذريتها والقيود المفروضة عليها، ولكننا نتوقف عند رواية الأردنية عفاف البطاينة «خارج الجسد»، قد لا تأتي الروائية على ذكر واضح لقضية فقدان البكارة، لكنها تروي العنف الذي تتعرض له أي فتاة تقرر الخروج على تقاليد مجتمع ذكوري وقوانينه، يشتهر بتعدد «جرائم الشرف» فيه. وهذه الثورة على التقاليد ثمنه الموت قتلاً ... إلاّ إذا عرفت الثائرة كيف تغير هويتها، واسمها وملامح وجهها.