خضر سلامةالذهب يقتل، هذا ما يمكن الجزم به علمياً. من خلال دراسة عالمية، حُدّدت أخطر عشرة ملوثات صناعية على الصحة، وهي ملوّثات يتسبب بها النشاط الإنساني بالطبع. الدراسة أجراها فريق منظمة «Green cross» السويسرية بالاشتراك مع باحثين في معهد بلاكسميث الأميركي في استقصاء شمل معظم دول العالم النامي، التي تُعدّ الضحية الأبرز لهذه الملوّثات. استند الباحثون إلى معايير علمية وضعها كبار الخبراء العالميين، ويمكننا أن نجزم الآن، أن بين 25 إلى 40% من الوفيات في العالم سببها التلوث البيئي.
إذاً، أخطر عشرة ملوثات صناعية جاءت على الشكل التالي: تصدر التنقيب عن الذهب اللائحة، إذ تبين أنه يتسبب في تسميم 10 ملايين شخص سنوياً. أما عمليات التنقيب التي تستخدم الزئبق، العنصر الشديد الخطورة، فتسمم سنوياً بين عشرة إلى خمسة عشر مليون شخص يعملون في حقول تابعة لشركات صغيرة لا تراعي الشروط الصحية والوقائية، بين هذه الأرقام يمكننا أن نجزم بوجود 600 ألف طفل، وخمسة ملايين امرأة.
ووجد الباحثون أن المياه الآسنة تسبب خمسة ملايين وفية سنوياً، إذ إن الفرد العادي يستهلك حسب الإحصائيات 20 ليتراً من الماء يومياً في إطار ما يُسمى بالاستعمال المباشر، يضاف إليها بين 50 إلى 150 ليتراً من الاستعمالات غير المباشرة، المجتمعات البشرية كانت تتزود عادة بالماء عبر الأنهار والمياه العذبة، إلا أن تلوث المياه يكون عاملاً مهماً في إدخال السموم إلى أجساد المستخدمين. أما تلوث المياه الجوفية، فكان من أهم عشرة ملوثات أيضاً، حيث أوضح التقرير أن التلوث العالمي لم يترك إلا 0.3% من هذه المياه صالحاً للاستعمال الغذائي المباشر! في كارثة تهدد صحة الكثيرين من المعتمدين على استجرار المياه من قلب الأرض في المناطق الجافة أو حيث تندر المجاري التقليدية.
تلوث الهواء لم يغب عن اللائحة، إذ إن التنفس العادي التقليدي في بيت مغلق في مناطق تعتمد على صناعة الطاقة مثلاً أو في غرف تعتمد وسائل تدفئة تقليدية، يدخل إلى جسد الإنسان ما يوازي علبتي سجائر في اليوم!
ومن الملوّثات الواردة في الدراسة نذكر: صناعة المعادن وصهرها، العمل في المناجم، معالجة النفايات الإشعاعية، الصرف الصحي العشوائي، الهواء الخارجي الملوّث، وبقايا البطاريات المستخدمة.