أمل عبداللهإيجاد لقاح يقي من مجموعة كبيرة من الأمراض هدف يصبو إليه الأطباء والباحثون منذ عقود. لكن المشكلة التي كانت تعرقل مساعي الباحثين تكمن في أن تأثير اللقاحات المستعملة يطال مجموعة محدودة جداً من سلالات البكتيريا المسببة للمرض، فيما قد يتجاوز عدد هذه السلالات 2500 نوع. كما هي الحال بالنسبة إلى السلمونيللا التي تعدّ مسبباً رئيسياً لتسمم الطعام والتهابات الدم، إذ تتسبب بمليون ونصف حالة مرضية سنوياً في الولايات المتحدة الأميركية.
أخيراً، وبفضل أبحاث مشتركة يقوم بها العلماء في كل من جامعة يوتاه الأميركية ومعهد USCB، يبدو أن التوصل إلى لقاح متعدد الأهداف لم يعد بعيداً. فقد تمكن العلماء من تطوير لقاح يؤمن الحماية ضد مجموعة كبيرة من سلالات السلمونيللا. والسر يكمن في تعديل يطرأ على الرد الدفاعي لجهاز المناعة. إذ يحفّز هذا اللقاح جهاز المناعة على إنتاج الأجسام المضادة والخلايا المناعية التي تقضي على البكتيريا، ولكن دون أن يتسبب في تفعيل الخلايا المسؤولة عادة عن كبح الخلايا الدفاعية وإيقاف عملها (والتي يُعزى إليها تراجع مستوى المناعة عند مرضى السرطان). إن هذا الإلغاء لعملية «الكبت» للخلايا الدفاعية هو الذي يميز اللقاح الجديد عن غيره من اللقاحات المحدودة التأثير. ما زال هذا اللقاح في طور التجريب، ويُختبر حالياً على الماشية التي تعدّ الحاضن الرئيسي للسلمونيللا. ومن المتوقع أن يؤثر تلقيح الماشية إيجاباً على صحة البشر، إذ سيضمن خلوّها إلى حد كبير من السلمونيللا.
بالإضافة إلى تطوير اللقاح، أثبت الباحثون وجود علاقة بين انخفاض مستوى المناعة الذي يعاني منه مرضى السرطان، وذلك الذي يختبره المسنّون كجزء طبيعي من عملية التقدم في السن. وخلص الباحثون إلى أن إيجاد بروتوكلات علاجية تحدّ من نشاط الخلايا الكابتة للمناعة سيحسن مستوى المناعة عند المسنين ويجعلهم أقلّ عرضة للأمراض وأكثر استجابة للقاحات.