بعلبك ــ علي يزبك«طن الحطب اليوم بـ 250 ألف ليرة لبنانية»، هذا جواب لمن يسأل عن أسعار حطب التدفئة بعدما بات بديل المازوت. فقد دخل الحطب بورصة تسعيرة المحروقات الأسبوعية، يرتفع مع سعر صفيحة المازوت وينخفض معها.
بات الحطب تجارة مربحة. فالتاجر يشتريه ويكدسه ليقوم بعدها ببيعه، بحسب أبو حسين جمال الدين الذي يشتري كل أنواع الحطب، «لكل نوع تسعيرته، والأهم هو حطب اللوز والكرز والمشمش، لأنه يصمد لوقت في الموقد. أما أسعار الحطب الحرجي فهي متفاوتة، والأغلى هو حطب السنديان، والأرخص هو الشوح والسرو». وللحطب مصدران، المصدر الأول هو «الأشجار المثمرة من بساتين، حيث قُطعت آلاف الأشجار اليابسة بفعل موجة الجفاف في منطقة وادي القاع، أو لرغبة الكثير من المزارعين باقتلاع أنواع محددة من المشمش والكرز التي يكسد إنتاجها كل عام واستبدالها بأخرى الطلب عليها أكبر». أما المصدر الثاني فهو الأحراج، رافضاً الحديث عن أمكنة هذه الأحراج ومن يقطع أشجارها.
ويقول حسين شقير من بلدة نحلة إنه يتقاضى 75 ألف ليرة لبنانية عن كل حمولة حطب ينقلها بواسطة جراره الزراعي، «وكلما بعدت المسافة، ازدادت الأسعار». ويؤكد أنه نقل «خلال شهر نحو 250 طناً من الحطب إلى نحو 50 منزلاً». أما عن أسباب العجلة في تخزين الحطب، وخصوصاً أن أسعار المحروقات تنخفض، فيقول المواطن حسين فارس: «درجت العادة أن تدعم الحكومة صفيحة المازوت صورياً، فهي لا تدعم، بل تلغي الضريبة. لكن إذا بقيت الأسعار هكذا، فإن سعر صفيحة المازوت لن يقل عن 20 ألف ليرة لبنانية، والحد الأدنى الذي يحتاج إليه المنزل للخروج من الشتاء هو 1500 ليتر من المازوت، أو ثلاثة أطنان من الحطب. وبعملية حسابية بسيطة يتبين أن الحطب هو الأوفر». لكن هل هناك حطب كاف لكل سكان البقاع؟ هذا ما يؤرق الناشط البيئي مصطفى أبو إسبر الذي يؤكد «أن هناك عمليات قطع واسعة للأشجار الحرجية تجري في المناطق الجبلية في جرود الهرمل وفي أحراج سلسلة جبال لبنان الغربية والشرقية، وهذا الأمر هو كارثة». ومن هنا على الحكومة أن تعلن فوراً دعم المازوت ليتمكن المواطنون من شرائه وتخزينه، حتى لا يلجأوا إلى قطع ما بقي من الأحراج.