زينة حمويكانت وشوشة رهف شيخاني على آلة الهارب تحريضاً إضافياً للانسجام في حمّى الأنوثة. ملتقى (48 ساعةَ شعر) في دورته الأولى اختير له اسم «شاعرات عربيات في دمشق» واحتضنته دار الفنون (تياترو) برعاية دار الأوس للنشر. رغم انتماء الشاعرات إلى دول عربية باتت مختلفة تقريباً في كل شيء وعلى كل شيء، ورغم مشاركة أسماء جديدة وتجارب يانعة ـــ سنّاً وشعراً ـــ ورغم التفاوت حتى في الأداء، إلا أن الشاعرات التقين عند قواسم مشتركة، ربما كان أولها حب دمشق، ولكن لن يكون أحدها الالتقاء على الشعر. فبعض المشارَكات كانت تنحو نحو الخاطرة، وبعضها كان مناجاةً ذاتيةً لمشاعر أو أفكار شخصية.
وكان انحدار المشارِكات من ثقافات مختلفة جلياً تماماً ومنعكساً بوضوح على تباين الأساليب واختلاف المقاربة لموضوعات متشابهة احتلت الصدارة من قبيل الرجل والمرأة: الحب والحزن، العشق والجسد، وهي التي كان لها الحيز الأكبر.
خجلٌ وخفرٌ باديان أمام عدسات الذكرى سرعان ما تبددا عند بعضهن بعد اعتلاء المسرح المضاء أمام جمهور غيّب الإعتام الزائد شيئاً من تفاعله وانسجامه.
وإن رافق الارتباك صغيرات السن من المبدعات رغم كونهنّ الأعمق والأكثر اقتراباً من الشعر الحقيقي.
الملتقى الذي انعقد يومي 10 ــ 11 تشرين الأول/ أكتوبر ضم كلاً من: نجوم الغانم (الإمارات)، بروين حبيب (البحرين)، داليا رياض (العراق)، وفاء العمراني (المغرب)، أشجان الهندي (السعودية)، فاطمة قنديل (مصر)، بانة بيضون ولوركا سبيتي (لبنان)، نوال العلي (الأردن)، سمر عبد الجابر (فلسطين)، ولينا الطيبي وهالا محمد (سوريا).
فكرة مشروع ( 48 ساعةَ شعر) استحقت تضافر جهود مجموعة من الشعراء والكتّاب والفنانين التشكيليين (ياسر حمود: صاحب دار الأوس للنشر والراعي الحصري للمناسبة، أحمد معلا: مصمم البوسترات والبطاقات وغلاف الكتاب الموزع والذي تضمن سير المشاركات وبعضاً من نصوصهنّ).
كذلك استحقت هذه الفكرة المحفّزة للقاءات شعرية أخرى حضوراً خاصاً ونوعياً لم يتأخر عن اللقاء في يوميه.
وربما استحق تألق الدورة الأولى البحث عن فضاءات ومواهب لدورات لاحقة تفتح المجال أيضاً وأيضاً لأجيال جديدة من المبدعين الصاعدين تضيف ثراءً على إنتاج الحاضرين لتتسع رقعة الشعر اهتماماً وأساليب وموضوعات.