حلا ماضيلا شكّ في أنّ الدكتورة هند خليفة قد بذلت جهداً كبيراً لدى كتابة قصة «سامر وعامر» الصادرة عن دار الحدائق، وهي تتوجه إلى الأطفال البالغين من العمر 3 سنوات، أي حين يبدأ الطفل بالتعرّف على العالم من حوله ويندهش بالأشياء المحيطة به. تقع حكاية «سامر وعامر» في 15صفحة ملوّنة من الحجم الوسط، وتدور القصة حول توأمين متشابهين يتشاركان في كل شيء، ابتداءً من الغرفة الواحدة والثياب المتطابقة، إلى الألعاب المشتركة، ويمضيان الوقت كله معاً، إلى أن يحين وقت الذهاب إلى المدرسة، وكما هي العادة يُوزَّعُ التلامذة على صفوف مختلفة، فيكون سامر في صف (ب) وعامر في صف آخر (ج). للمرة الأولى ينفصل التوأمان أحدهما عن الآخر لبضع ساعات، غير أنهما لا يتقبّلان الأمر، ويرفضان العودة إلى المدرسة. والداهما يقنعانهما بأهمية المدرسة وضرورة العودة إليها. وهنا تعالج الكاتبة في حكايتها كيفية انفصال التوأمين أحدهما عن الآخر، وضرورة ذلك ليتمكن كل منهما من الاختلاط مع آخرين. وتركز خليفة على دور المدرسة في تقوية شخصية الطفل وتعريفه إلى عالم مختلف عن عالم الأسرة.
في هذه الحكاية الصغيرة الكثير من الصور الملونة المرافقة للنص، للرسامة لمياء عبد الصاحب، وهذا أمر لا شك أنه يشد الطفل ويدفعه إلى الحشرية للاطّلاع والتفرّج على الرسوم والألوان التي تطغى في هذا الكتاب على الجمل والكلمات البسيطة في النص.
عن «دار الحدائق أيضاً» صدرت قصة أماني العشماوي «المصباح السحري» في كتاب متوسط الحجم من 32 صفحة. ويترافق النص مع رسوم عبد الصاحب الملونة وزاهية.
أما حكاية النص فهي تتوجه إلى الأولاد ابتداءً من عمر 8 سنوات، وتسلّط الضوء إجمالاً على واقع الأطفال الفقراء، وأمنياتهم المحدودة في الحصول على الطعام وفي تقاسم لقمتهم مع الجيران. وقد اختارت الكاتبة المغرب مسرحاً لنصّها، إذ إنها تشير إلى «البرنس» الذي يرتديه الجنيّ عبد الرحمن الخارج من المصباح.
يتعدى مضمون الحكاية الأمنيات والأحلام للأولاد، إذ إن للنص بعداً تربوياً واجتماعياً، فهو يتحدث عن طفل يتيم لأم كادحة. تعمل ليلى طوال اليوم من أجل ولدها الذي يبدو لامبالياً في البداية لحالها، ولا يريد أن يتعلم مهنة لكسب لقمة العيش. وسرعان ما تتغيّر عاداته وتطلعاته بسبب«الجني عبد الرحمن» الخارج من المصباح، وهو العامل الرمزي في الحكاية، فمن خلاله تتوجّه الكاتبة إلى القرّاء بضرورة المثابرة والعمل للحصول على نتيجة.
أخيراً يجدر التوقف عند الرسوم، فرغم ألوانها الزاهية إلا أن عبد الصاحب لم تنجح في المزج بين التقليد والعصرية في ملابس شخصياتها، فبدت أزياؤهم هجينة نوعاً ما.