ديما شريففلنعد إلى البداية. كنت أنتظر في ذاك النهار، في ذكرى الثورة البولشفية «معايدة» من أيّ رفيق في هذه المناسبة. ولكن لم يتذكرني أحد. حاولت أن أجد تفسيراً لذلك. فربما لم يتذكر أحد ذلك اليوم القديم. أو ربما يعتمد الرفاق جميعهم على التقويم الغريغوري، وسيعايدونني في السابع من تشرين الثاني المقبل. ربما. لم أكن أريد أن يمر ذلك النهار دون أن أنال «ينعاد عليكِ يا رفيقة» التي اعتدتها لسنوات والتي تعطيني إحساساً ببعض الأمان المفقود حكماً.
لكن انتهت ليلتي في الرابعة والنصف صباحاً من دون أن أحصل على المعايدة. انتهى يومي وأنا جالسة على رصيف في أحد شوارع العاصمة أنتظر أن يخفّ المطر قليلاً كي أعود إلى منزلي وأعايد نفسي مع كتاب أحمر. إلى جانبي جلست فلانة وفلان، فجأة، ولا أدري لماذا، بدأنا بغناء «إمتى حتعرف» لأسمهان بصوت عالٍ جداً. لم نكترث للمارة، وتابعنا الغناء بجدية كبيرة. لكننا لم ننتبه إلى أنّ نشاز صوتنا لم يستطع أن يغطي على هدير مطر الشتاء ورعده.