نيفين حمادة
انتشار الإنترنت وشعبيته، يسمحان بتقديم خدمات جديدة عبر الشبكة الافتراضية، وتُعدّ تقنية «حوسبة الغمام» التي أطلقتها «غوغل» من الميول التكنولوجية التي تلقى رواجاً كبيراً، رغم أنها تجعل شركات الإنترنت قادرة على التحكم بكل بيانات مستخدمي الشبكة، إذ تدعو إلى نقل محتويات الكومبيوترات لتودع في الخوادم الضخمة لشركة «غوغل» أو غيرها من الشركات، إذ أعلنت «مايكروسوفت» أخيراً أنها ستعتمد خدمة «حوسبة الغمام» ضمن خططها التسويقية والاستراتيجية.
وقد أظهرت دراسة قام بها مركز «بيو» للدراسات في الولايات المتحدة أن 69% من مستخدمي الإنترنت الأميركيين يلجأون إلى الإنترنت لإرسال الرسائل الإلكترونية وألبومات الصور والملفات، ويشكون من سلسلة مربكة من عمليات تعديل الأسماء والعناوين وعمليات التحميل ثم نسخ الملفّ ذاته، ويستبشر هؤلاء خيراً لأن «حوسبة الغمام» تعد بالقضاء على هذه المشاكل. فبحسب رئيس مهندسي «غوغل» دافيد غلايزر، «حوسبة الغمام» مقدمة لإلغاء تحكم الكومبيوتر الشخصي في إنجاز الأعمال.
رغم التحذيرات التي يطلقها المدافعون عن الحريات الفردية، إلاّ أن المستهلكين يبدون اهتماماً كبيراً بتقنية «حوسبة الغمام» التي تسهّل تحكم الشركات بملفاتهم. أما الآن فقد أعلن الرئيس التنفيذي لـ«مايكروسوفت» ستيف بالمر ، أن الشركة تعطي الأولوية حالياً لـ«حوسبة الغمام».
يُذكر أن «مايكروسوفت» تملك أكثر من 220 ألف خادم، أما منافستها غوغل فتملك 450 ألفاً، ما يسهل حفظ ملايين الملفات التابعة لمستخدمي أشهر محرك بحث في العالم، وفق تحقيق نشرته أخيراً صحيفة «نيويورك تايمز». المنافسة لن تقتصر على «غوغل» و«مايكروسوفت»، فقد دخلت شركة «آي بي إم» إلى الميدان مطلقةً 13 مركز بيانات لتشغيل النظام الجديد «Bluehouse» ، لتسهيل التبادلات التجارية.
عشرات شركات كـ Amazon وDell تعد بدعم هذا القطاع وتنميته، ويبدو أن الاستثمارات في هذا القطاع واعدة، فوفقاً لتقديرات «ميريل لينش»، فإن سوق «حوسبة الغمام» سيصل إلى أكثر من 100 مليار دولار في السنوات الثلاث المقبلة، وبحلول عام 2011 من المتوقع أن يهاجر 12٪ من سوق البرمجيات إلى «حوسبة الغمام».