جبيل ــ جوانّا عازارلطالما انتظرت رين بلانش بولس فتح مكتبة عامّة في جبيل حيث تقطن، تكون ملتقىً ثقافيّاً للشباب يُمضون فيها أوقاتهم بعيداً عن مشاريع الأكل والشرب، كما تقول. وأخيراً تحقّق حلمها، وستبصر مكتبة عامّة النور في مدينة الحرف نهاية السنة. فبعد انتظار دام سنوات، تنفّذ بلديّة جبيل مشروع المركز الثقافي الذي وعد رئيسها الدكتور جوزيف الشامي بتنفيذه. وقد بدأت الأعمال على قدم وساق بالبناء الأثريّ في المدينة الذي وضعته مديريّة الآثار بتصرّف البلديّة. جبيل التي تفتقر إلى هذا النوع من المرافق، ستكون على موعد مع تظاهرات ثقافيّة وفنيّة متعدّدة، إذ سيكون القبو العقد في المركز صالة عرض وقاعة مؤتمرات، أو حتّى نادياً للسينما. وتظهر في المكان الملاصق للسور الأثريّ في المدينة، معالم لبناء يعود إلى ما بعد القرن الـ11، الحقبة التي يعود إليها السور.
ويعمل المعنيّون على الحفاظ على بقايا هذا البناء، لذا سيضعون الزجاج الشفاف على جزء من الأرض، بحيث يتمكّن الجميع من رؤية البقايا الأثريّة، كما يشرح المعماريّ إميل العكرة، المشرف على ترميم المركز وتأهيله. في الطابق الثاني من المركز سيكون إلى جانب المكتب الإداريّ مكتبة عامّة، هي الأولى في جبيل بعد محاولات سابقة، منها مكتبة المركز الرعويّ لأنطش مار يوحنا جبيل، التي أقفلت لاحقاً. فيما يعتزم رئيس الأنطش الحاليّ، الأب مارون القدّوم، تزويد المكتبة الجديدة بعدد من كتب المكتبة القديمة. كذلك تتولّى وزارة الثقافة مع منطقة «إيل دو فرانس»، أي منطقة باريس وضواحيها، توفير الكتب.
وسيضمّ المركز غرفة للإنترنت، وسيفتح أبوابه للعموم مجاناً نهاية السنة. وسيكون بإدارة البلدية التي ستعين أحد المتخصّصين الجبيلييّن. وفي المرحلة الثانية ستُدشّن الحديقة أمام المركز مكاناً للمعارض ولنشاطات في الهواء الطلق، ويدخل تأهيل الحديقة ضمن المرحلة الثانية من مشروع إحياء الإرث الثقافي لمدينة جبيل، الذي يشمل تأهيل الطرقات والأرصفة، بما فيها الطريق البحريّة إلى الميناء، وطريق السوق القديم حتّى مبنى البلديّة بما يحفظ الطابع الأثري، إضافة إلى العمل على تنفيذ طريق بحريّة للمشاة على الشاطئ البحريّ لجبيل وضمن المنطقة الأثريّة.
وفي الإطار عينه، سيخصّص جناح في المبنى الذي سيضمّ متحف المتحجّرات على مقربة من المركز الثقافيّ، ليكون مكتبة عامّة متخصّصة للأطفال مجهّزة بطريقة تناسب عالمهم. هذا وستتولّى اللّجنة الثقافيّة التي ألفتها البلديّة والمؤلّفة من عشرة أشخاص متطوّعين ومهتمّين برمجة الأحداث الثقافيّة في جبيل في إطار راقٍ يطال جميع شرائح المجتمع.