الحازوقة من أشد لحظات الإحراج، على مائدة الطعام أو خلال الجلسات، خصوصاً بوجود مجموعة أشخاص تتعرّف إليهم للمرّة الأولى. من الصعب التحكّم في الحازوقة، فهي تأتي على حين غرّة وتفضحك أمام المجتمع، إذ تدهمك في صلب نقاش سياسي مثلاً، أو خلال مقابلة العمل الأولى أو اللقاء الأول مع ذوي الفتاة التي تعاشر منذ فترة وهم يسمعون عنك وإذا بالحازوقة تزيد الهوّة بينكم، «رباه، ماذا فعلت بي؟ راحت البنت». تخيّل أن تصاب بالحازوقة وأنت تستمع إلى شخصية سياسية خلال مؤتمر صحافي، «يا للبهدلة»، أليس كذلك؟ فيما أنصاره يرمقونك بنظرات الغيظ والاحتقار.
الحازوقة هي نتيجة تباين بين عمل عضلات الرئة من جهة وعصب المعدة من جهة أخرى، مما ينتج هذا العارض «المخجل». وهذا التباين يكون في معظم الأوقات نتيجة اختلاف حرارة الجسم وحرارة الأكل أو المشروب.
ويمكن أن تكون الحازوقة ناتجة من تعديل في عمل عضلات المعدة. وهذا التعديل يكون نتيجة تقلّص في عضلات المعدة بسبب توتّر أو تعصيب أو خوف أو غيره، أي عدم ارتياح عموماً.
أما العلاج فيكون بوسائل عديدة، منها: أخذ ملعقة من الخل أو عصير الليمون، مصّ قطعة من الثلج أو الغرغرة بماء ساخن (لتعديل الحرارة)، ضم الفخذين إلى البطن لإعادة عضلات الرئة إلى موقعها الطبيعي، إخراج اللسان من الفم ومحاولة التنفس على هذه الحال لبضع دقائق مع أنفاس عميقة وطويلة، وأخيراً عبر دبّ الخوف في نفس المصاب.
غالباً ما أعاني من الحازوقة. تصيبني الحازوقة خلال حضور المؤتمرات الصحافية نتيجة التعصيب، فالكلام الخارج عن المنبر كاذب ـــ معظم الأحيان ـــــ والمتحدث أكذب من حديثه ـــــ معظم الأحيان أيضاً. وخلال لقائي ذوي تلك الفتاة، يكون التوتّر هو السبّب إذ تتفحّصني والدتها عبر الأشعة ما فوق البنفسجية، فيما والدها يحاول معرفة «ماركة» القميص الذي أرتديه. أما خلال الجلسات مع الأصدقاء، فتصيبني الحازوقة لكثرة المشروب الذي أتناوله للتخفيف عن نفسي من نقاشا...تهم (أصابتني من جديد).

نادر...