الضنية ـ عبد الكافي الصمد«أصيب محمد الزاخوري بطلقين ناريين: الأول أصاب الطحال وشرايين الكلية اليسرى، والثاني أصاب فتحة دخول من أسفل إبهام القدم اليمنى من الداخل، وقد أجريت له عملية جراحية استئصل بموجبها الطحال والكلية اليسرى، وأدخل غرفة العناية الفائقة». أما خالد البب، فقد «أصيب بطلق ناري في كوع اليد اليمنى من الخلف، وسبّب الطلق كسر عظمة وقطع عصب». هذا ما جاء في تقرير الطبيب الشرعي لضحايا إطلاق نار مسلحين يشتبه في أنهم من مرافقي الوزير السابق أحمد فتفت وذويه، يوم الأحد الفائت، على شباب وأطفال معتصمين في الضنية، أثناء زيارة رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري إلى المنطقة. ولا يزال الفتية الخمسة الجرحى، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً، يعالجون في مستشفى السيدة في زغرتا (محمد حمدان ومحمد الزاخوري)، ومركز الشمال الاستشفائي في زغرتا (ياسر عبيد، خالد البب ومحمد عبيد).
وتفاعلت القضية بعدما أصرّت فاعليات بلدة بخعون وذوو الجرحى على تسليم كلّ المتورطين الفعليين في الحادثة إلى القضاء، ورفع الغطاء السياسي عنهم. ومع أن فتفت أعلن أنه قام «بتسليم العنصر من مرافقيه الذي شارك في تبادل إطلاق النار إلى القوى الأمنية»، فإن وجهاء بخعون وأهالي الجرحى شددوا على «ضرورة تسليم مطلق النار الفعلي، لا تقديم شخص آخر يعاني اضطرابات نفسية مكانه، حتى لا يسهل لفلفة القضية، مثلما حصل في قضايا مماثلة سابقة متعلّقة بفتفت».
وفي هذا الإطار، أكد النائب السابق جهاد الصمد لـ«الأخبار» أن هناك «محاولات من البعض لتمييع هذه القضية، وإظهار أن إطلاق الرصاص جاء دفاعاً عن النفس، وهذا محض افتراء وكذب، والكل يعرف ذلك»، لافتاً إلى أن «تسليمهم أحد الأشخاص غير المتورطين به بشكل مباشر، هو محاولة للتهرّب من المسؤولية».
وأوضح المحامي عبد الباسط عبيد أن «الذين أطلقوا النار كانوا أكثر من شخص، وأن شهوداً عياناً كثراً شاهدوا خمسة أشخاص معروفين بالاسم (معتز د. ه.، طلال ف.، ياسر ف.، خالد ف. وعلي ف.) ومقرّبين من النائب فتفت كانوا داخل سيارة «رانج روفر» معروفة من أهالي المنطقة، وزجاجها أسود، وأطلقوا النار، بعدما ترجّلوا منها، باتجاه الفتية المعتصمين، من ثلاثة أنواع من البنادق الحربية، حسب ما تبيّن من بقايا الرصاص الفارغ الذي وُجد في موقع الحادث».
في موازاة ذلك، وُزّع على الطرقات في الضنية بيان جاء فيه «نحن أوفياء لدم الشهيد الحريري، ولكن عهد منا سنقطع الأيدي التي شاركت في هذه المجزرة ونحن نعرفهم، وهذا عهد قطعناه، وهم يعرفون قيمة عهدنا».