قررت بعض إدارات المدارس الخاصة في بعلبك تأجيل العام الدراسي إلى بداية تشرين الأول المقبل، بسبب ضعف إقبال الأهالي على التسجيل وشراء الكتب
بعلبك ــ علي يزبك
تقصد ابتسام ناصر، وهي أم لخمسة أولاد، أكبرهم في السابع أساسي، مدرسة أبنائها الخاصة. تطلب موعداً من المدير للتفاهم بشأن متأخرات العام الماضي وكيفية تسديد رسوم التسجيل. تُفاجأ ناصر بزيادة 15 في المئة على الأقساط. وتكتشف أنّ غالبية الكتب قد تغيّرت لأنّ المدرسة قررت اعتماد طبعات جديدة. «لم يتركوا من لائحة كتب العام الماضي سوى كتاب التربية الوطنية الذي لا يتجاوز سعره ألفي ليرة لبنانية»، تقول بحرقة. وتردف «كنت أعوّل على أنّ الأولاد سيأخذون الكتب بعضهم من بعض». تشير ناصر إلى أنّها ملزمة بشراء الكتب من المدرسة، وستكلفها مليون ليرة لبنانية، ما عدا القرطاسية واللباس المدرسي. تلفت إلى أنّ الخيارات باتت محدودة. وتقول: «بتُّ الآن في حيرة من أمري لكنني قد أقرر نقل الأولاد إلى مدرسة رسمية». لكن ناصر تبدو مستاءة من القرار القسري، كما تصفه، «سأنقلهم إلى تعليم أقل مستوى ومبانٍ مدرسية مزرية». لا تخفي تطلعاتها لأن يكون التسجيل مجانياً هذا العام أيضاً في المدارس الرسمية.
أيام قليلة تفصلنا عن بدء العام الدراسي الجديد المقرر في 17 أيلول في عدد من المدارس الخاصة في بعلبك. لكن حركة أهالي التلامذة الخجولة باتجاه المدارس لا توحي بالانطلاقة قبل العيد. وقد اتخذت بعض الإدارات هذا القرار فعلاً. وفي هذا الإطار، يرحب خليل خليل، وهو أب لأربعة أولاد، بالقرار الذي وصفه بالحكيم في ظل الضغوط المعيشية. يسأل خليل كيف سيأتي بالخمسة ملايين ليرة لتسديد أقساط أولاده، في وقت لا يتجاوز راتبه الشهري 600 ألف ليرة.
أما التريث، فيعود إلى الضائقة الاقتصادية وعدم القدرة على تسديد أقساط العام الماضي فكيف برسوم تسجيل العام الجديد ومتطلبات الدخول إلى المدرسة. وفي هذا الإطار، يوضح صاحب مكتبة الملاك عباس مسرّة أن أسعار بعض الكتب المدرسية ارتفعت بنسبة تقارب 30 في المئة. «ثم إن سوق الكتب المستعملة مش ماشي وحركة البيع بطيئة»، يقول.
يوافق ناصر عواضة، صاحب المشغل الوحيد للشنط المدرسية في المدينة، على أن السوق جامد بشكل غير طبيعي نتيجة غلاء الأسعار. ويؤكد أنّ المبيع انخفص هذا العام مقارنةً بالعام الماضي بنسبة 80 في المئة.
من جهته، يتوقع مدير مدرسة الشروق الخاصة مصطفى أبو اسبر أن يستمر إحجام الأهالي عن تسجيل أبنائهم في المدارس وشراء اللوازم المدرسية من قرطاسية وملابس حتى نهاية شهر رمضان. يشرح أبو اسبر: «الوضع الاقتصادي والمادي ضاغط ولا يسمح بالإيفاء بكل المستلزمات، فهناك طعام الإفطار وتحضير المونة، فضلاً عن مادة المازوت التي يجب تخزينها لفصل الشتاء». ويردف «إنّ أي أسرة مهما كانت صغيرة تحتاج إلى خمسة ملايين ليرة لتغطية نفقاتها في هذا الشهر».
ويرى أبو اسبر أنّ هذا العام سيشهد هجرة مضاعفة من المدارس الخاصة إلى المدارس الرسمية التي لن تتمكن من استيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب. ويلفت إلى أنّه يرفض أن تقوم المدرسة ببيع الكتاب حتى لا تتهم بممارسة التجارة فيما رسالتها أكبر وأسمى.