برج الشمالي ــ إحسان الجمل«شرف لي أن أكون بين أبناء شعبي في اللوبية وصفورية والناعمة والشيخ داوود. وهذا اللقاء عزيز ومهم، لذا أردته مفتوحاً». هذا ما قاله المفكر العربي الكبير عزمي بشاره في بدء محاضرته في مخيم برج الشمالي، بدعوة من حركة فتح في هذا المخيم، ونادي الكرامة الثقافي الرياضي، بحضور أمين سر حركة فتح في لبنان اللواء سلطان أبو العينين وقيادة منطقة صور. «ولأن اللقاء مفتوح، لا بد من الحديث عما يساورنا من قلق جماعي، أولاً على الوحدة الوطنية الفلسطينية، باعتبارها الركن الأساس لتحقيق الأهداف. وهذه مهمة على عاتق الناس، وخصوصاً أنتم في الشتات، باعتبار أنه لا مصلحة لكم في الصراع على السلطة».
وأضاف «يجب الذهاب إلى أبعد من هذه السلطة، والتوجه لإعادة بناء منظمة التحرير التي تعزز دور الشتات وترعاه، فيصبح جزءاً لا يتجزأ من فلسطين وما يجري فيها».
وشدد بشاره على حاجة الفلسطينيين إلى «الوساطة العربية، إلى أهمية العمق العربي للقضية الفلسطينية، هذا العمق الذي افتقدناه بعد نشوء سياسة المحاور العربية بعد الحرب على العراق. والشعب الفلسطيني جزء من الحالة العربية».
وحدد بشارة «عناوين سريعة» للوضع الفلسطيني القائم: من يقف ضد الحصار هو الذي يمثل الشعب الفلسطيني. وأكد بشاره أننا «غير مقبلين على تسوية تحفظ الأدنى من الحقوق»، وخصوصاً أن «حلّ الدولتين قد بدأ يخلي مكانه لمصلحة الدولة الواحدة». كما رأى أن «حق العودة هو جوهر القضية»، وأن «عنوان الصراع هو اللاجئون، لذلك لماذا الحديث عن التوطين؟». وقال بشارة لسامعيه إن «الشتات ومنظمة التحرير هما اللذان شكّلا الوعي الفلسطيني»، لافتاً إلى أن الحصول على «الحقوق الإنسانية يساعد على الصمود والحفاظ على الحق». وأضاف «الذين يتحدثون عن التوطين لا يمانعون توطيننا في السويد والدنمارك، فماذا عن العودة؟ أين الأسهل للعودة، من البرازيل أم من هنا؟ من لا يريد التوطين هم الفلسطينيون. إذاً يجب تأكيد حق العودة، وحق العودة ليس للمساومة استراتيجياً وتكتيكاً». وحول الجهة الفلسطينية الشرعية: أجاب: «التمثيل الشرعي الوحيد هو منظمة التحرير، ولم يكن لازماً تهميش المنظمة».


على فكرة

للعل عزمي بشارة كان أول من «شقلب» الصورة»، يقول الباحث صقر أبو فخر في وصفه المحاضر. وأضاف «قصة عزمي بشارة هي قصة الفلسطينيين الذين ظلوا في ديارهم سنة 1948، وشهدوا كيف تسرّبت الأرض منهم، وكيف عاشوا تحت قبضة الاحتلال. لكن لعزمي قصة إضافية، فقد أرادت الأوساط الإسرائيلية، بما في ذلك اليسار الصهيوني، أن ينفي الفلسطيني ذاته ليؤكد مواطنيته. وهنا ظهر عزمي كصاحب مشروع سياسي في سبيل حقوق للفلسطينيين مع إلغاء قانون العودة اليهودي