ينذر بدء الأعمال على أوتوستراد بلدة الفضل بمشكلة تواجه التلامذة الذين سيضطرّون إلى قطع الطريق، أو السير لمسافة طويلة قبل بلوغ مدرستهم
البقاع ــ فيصل طعمة
يواجه أكثر من 450 تلميذاً من بلدة الفضل في البقاع الغربي، خطراً قد يكون مميتاً إذا لم يتم تداركه سريعاً، قبل إنجاز الأعمال على الأوتوستراد العربي في منطقة الروضة ـــــ عنجر.
وفي التفاصيل أنّ الأوتوستراد قسّم البلدة إلى شطرين غير متكافئين، ففي الشّطر الغربي يوجد بناء مزدوج يحتوي على مدرسة ابتدائية رسمية ومسجد للبلدة، فيما الكثافة السكانية موجودة في الجهة المقابلة، وهو ما يجعل التلامذة عرضة يومياً للسيارات والشاحنات على الطريق السريع أثناء انتقالهم من منازلهم إلى مدرستهم في الجهة الأخرى، والتي لا تبعد أكثر من 50 متراً (عرض الأوتوستراد). أو أنهم سيضطرّون للسير أكثر من كيلومترين، للوصول إلى أقرب تحويلة على طريق الروضة ليبلغوا المدرسة. ويتذمّر الأهالي من هذا الواقع «فقد كان تلامذة بلدتنا يتوجهون إلى مدرسة الروضة التي تبعد نحو 3600 متر. وحين أصبح لدينا مدرسة، جاء الأوتوستراد ليفصل بيننا». ويكمن الحل، برأي المختصّين في استحداث جسرين للمشاة فوق الأوتوستراد أو تحته بمعايير عالية تأخذ بعين الاعتبار السلامة العامة، وفصل الشتاء، ما يجنّب الأطفال والتلامذة مشقة الانتقال من جهة إلى أخرى.
من جهته، أطلق رئيس لجنة المسجد وقرية الفضل محمد جمعة صرخة إلى الجهات المختصة، أكد فيها أنّ أطفال القرية يواجهون «خطراً كبيراً إذا لم يتم العمل على تدارك هذه المخاطر وتجنيب أطفالنا خطر الموت، وخصوصاً أن أكثرية التلامذة هم من ساكني الجهة المعاكسة للمدرسة والمسجد، يفصل بينهم الأوتوستراد العربي». وذكّر جمعة بعملية جمع التبرعات التي قام بها أهالي القرية، لشراء العقار 1825، «ومن ثم بنينا المسجد والمدرسة، وهذا كله لتوفير المشقة على أطفالنا أثناء ذهابهم إلى المدرسة».
إضافة إلى مشكلة المدرسة، يواجه الأهالي أزمة في نقل مواشيهم من جهة إلى أخرى. وكان أهالي البلدة قد راجعوا رئيس بلدية عنجر سيبوه ساكيان لكون البلدة تابعة عقارياً لبلدية حوش موسى عنجر، وطلبوا منه توجيه كتاب إلى مجلس الإنماء والإعمار لاستحداث جسرين للمشاة. كما وجه الأهالي كتاباً إلى المهندس عمر القادري، المسؤول في الشركة المنفذة STFA، منذ ما يزيد على الشهرين من أجل ترميم ما تسببه الآليات الثقيلة من أضرار على طرقات البلدة، دون أن يلقوا أي تجاوب.
أما المشكلة الإضافية التي يعاني منها التلاميذ فهي مياه الآبار التي تفتقر إلى أدنى معايير السلامة والصحة العامة، والتي يشرب منها الأطفال، لكون القرية تفتقر إلى شبكة مياه الشفة أو مصارف صحية.
من جهته، قال رئيس بلدية حوش موسى ـــــ عنجر سيبوه ساكيان إن البلدية بصدد توجيه كتاب إلى مجلس الإنماء والإعمار وهي الجهة المختصّة، «ولفت إلى أنه كلّف مهندساً خاصاً من أجل درس الموضوع ووضع تصور عام لما يمكن تنفيذه على الأوتوستراد، لإنشاء جسرين من الإسمنت المسلح أو من الحديد، على أن يكونا بمواصفات عالمية تجنب الأطفال مخاطر الطريق ويراعيا السلامة العامة، «لكون الأمر لا يحتمل التأجيل، وخصوصاً أن الأطفال والتلاميذ هم المعرّضون للخطر أكثر من غيرهم».