إيلي حناأحببتُ نظارته الشمسية التي رسمت مجرى نظري في مراهقتي. أدركت أن النظارات والبندقية الغربية ملهمتا ثقافتنا، التشبه بالغرب واتّباع نمط حياته ومقاومة الغريب دائماً وأبداً.
خصّصت حصة المعلوماتية لسماع خطاباته، خفت من جرعة زائدة منها (ما فوق العشر دقائق) لأنني سأفتعل عراكاً مع أي فرد لا يعترف بفينيقية هويتنا. لم يدرك أحد الأصدقاء أن لبنان هو ما بقي لنا من هذه الأمة العظيمة، فراح يروّج للانفتاح وتقبّل الآخر. يا لسذاجته السياسية... لم يسمع من قبل بمؤامرة «تذويب الكيان اللبناني بكيان أكبر». سنتين دامت نشوتي السياسية وانحيازي لأرقى «عرق لبناني»، فمن أجدادي حروف الأبجدية والتصدي للمماليك في بشري، وطبعاً صدفة الموركس، يا لها من نشوة ملوّنة، وبالأحمر أيضاً! رمزيته أكسبتني أيديولوجيا «الحساسية المفرطة» من كل غريب ومن كل زيّ خليجيّ.
لم تدم صورة «القائد الخالد» طويلاً في ذهني مع اطلاعي على سِيَر «خالدين» آخرين (وما أكثرهم). اكتشفت أن المجتمع اللبناني مقسّم إلى إقطاعات عائلية ودينية تحكمها أسطورة «مخلّص» دفع دمه في سبيل الحفاظ على وحدة مجتمعه. حقاً، لبنان فريد، نشكر ميشال شيحا على اكتشافه الفذّ، لولاه لكنّا نتخبّط إلى يومنا هذا بإضاعة الوقت لإيجاد صيغ علمانية ممكنة لنظامنا!
يراودني بعض الحنين لتلك الحقبة من عمري، ما زلت أتحسّس من «الخليج» وقاطنيه، ومن فضلكم ليدلّني أحد على محلّ «أوبتيك بشير».