تقف ديالا أمام المرآة وتتأمّل شكلها في البنطلون. تقرّر تغيير بلوزتها لعلّها تخفي شكلها المكتنز. فابنة الخامسة والعشرين عانت طوال حياتها من وزنها الزائد. فكانت تشعر بعقدة نقص تجاه زميلاتها في المدرسة «اللواتي كن يلبسن ما يردن». وفي المنزل تكفّل أهلها بتذكيرها بالموضوع قبل كل وجبة طعام وبعدها.في سنتها الجامعية الأولى، اتّخذت ديالا قراراً بتخفيف وزنها كي تصبح «متل باقي البنات». فبدأت بتخفيف كمّية ما تأكله والتزمت نظاماً غذائياً، ومارست الرياضة. بدأ شكل جسمها يتحسّن، وغيرت طريقة لبسها، ما جعل شكلها مقبولاً أكثر.
التقت في نهاية سنتها الجامعية الأولى جاد، وكان يعاني من وزن زائد أكثر منها بكثير. بعد أسابيع عدة من بدء علاقتهما فتح «الموضوع» مع ديالا. أخبرها أنه يفضل أن تنقص وزنها أكثر، فقصدت اختصاصية تغذية وبدأت بمتابعة حمية تحت إشرافها والتزمت بها حرفياً. «بعد شهر تركني جاد. كنت بدأت أفقد الوزن الزائد».
كان هذا الحدث سبباً في فقدان ديالا كل وزنها الزائد، إثر صدمتها من سطحية جاد وتأثره بالتعليقات التي سمعها عن وزنها من أصدقائه. ووصلت إلى وزن مثالي حسدتها عليه صديقاتها، ورضيت عن شكلها أمها. في هذه الفترة تعرفت إلى طارق. ولم يبق وزن ديالا ثابتاً، فكان يزيد وينقص تبعاً لحالاتها النفسية ولانشغالها في جامعتها وعملها، إذ لم تكن في كثير من الأحيان تملك الوقت لتحضير طعام صحي. لم يكن طارق يمانع زيادة وزنها، ولكن تغيرت الأمور عندما قرّرا الارتباط الرسمي. حدّثها بصراحة كيف أن هناك «بريستيج» يجب الحفاظ عليه، ولذلك يجب أن تخفف وزنها كي لا يسمع تعليقات هو بغنى عنها.
كان هذا في 2005، فقدت بعدها ديالا القليل من الوزن وكسبت الكثير منه. ولكنها اليوم تقبّلت شكلها واقتنعت بأن هذا هو جسدها. تعرّفت ديالا إلى شاب «انْدَوَخَ» بشكلها وكان يريدها أن تبقى كما هي. لكن علاقتهما لم تتعدّ الصداقة، «أريد شخصاً يعجب بطريقة تفكيري لا بشكلي. إذا كان شاب كهذا موجوداً، فمن فضلك أعطه رقم هاتفي».

ديما...