قب الياس ـ نيبال الحايكبين حين وآخر يستيقظ أهالي قب الياس في البقاع الأوسط على دويّ انفجارات، يخالها بعضهم غارات جوية إسرائيلية على بلدتهم. إلا أنهم سرعان ما ينتبهون إلى أن الأصوات آتية في الحقيقة من كسارات محيطة بالبلدة يعمل بعضها خلافاً للقانون. وأمس، دوّى انفجار مرعب يختلف في قوته عن الانفجارات التي اعتادها الأهالي. ولقد دفع الانفجار بحجارة كبيرة وصغيرة إلى التطاير لمسافات بعيدة، أصاب بعضها المنازل المجاورة مباشرة محدثاً تفسخات وأضراراً عدة فيها. هذا الانفجار بدوره «فجر» غضب الأهالي المتراكم، فنزلوا إلى الشارع وأقفلوا الطريق المؤدية إلى الكسارات التابعة عقارياً لبلدة «عين داره» من ناحية البقاع، مطالبين بوضع حد فوري لفوضى عمل الكسارات وشاحناتها. ويبدو أن تحرك الأهالي أثمر، إذ قامت قوى الأمن الداخلي بختم إحدى الكسارات بالشمع الأحمر بعدما تبين لها أنها لا تحوز رخصة تفجير. ما طرح سؤالاً عند أهالي قب الياس عن سر عمل هذه الكسارة طوال الفترة الماضية، من دون مسوغ قانوني، مطالبين وزارتي البيئة والداخلية بالتدخل ووضع حد لمخالفات بعض الكسارات التي تهدّد أمن الناس وحياتهم.
ولقد حاولت «الأخبار» الاتصال بصاحب الكسارة المشكو منها، جوزف صوايا، إلا أنه رفض الإجابة عن الأسئلة قائلاً إن الكسارة ليست اليوم تحت إدارته المباشرة بعدما «ضمّنها» لأحد الأشخاص. الأمر الذي نفاه بعض الأهالي المتضررة منازلهم قائلين إن سبب الانفجار القوي أمس هو أن شحنة المتفجرات التي وضعت كانت أكبر بكثير من المسموح به. وقد تحدّث هؤلاء عن مخالفات كبيرة لأصحاب الكسارات من حيث التفجير وأسلوب الحفر. ويقول عزيز شهاب من حي «البحصاصة» المتاخم مباشرة للكسارات، إنهم يمضون الليل في سهر وقلق نتيجة التفجيرات. «عايشين بحالة رعب وما حدا عم يسأل عنا» يقول. أما محمد رسمية الذي أصيب منزله بصخرة كبيرة تطايرت من الكسارة المقابلة وأحدثت تصدّعاً في سقف منزله، فقد وصف الأمر «كأن قذيفة هوت على البيت»، مضيفاً «صارلي أكتر من سنة عم عمّر البيت مين بيرضى باللي صار». وطالب الرجل «أصحاب الكسارات بالتعويض عمّا أصابنا من أضرار»، فيما طالبت الحاجة أم حسن شهاب «الدولة بالتعويض». أما محمد عسكر، فقد روى لـ«الأخبار» أن عدة اجتماعات حصلت مع أصحاب الكسارات للحد من عمليات التفجير و«تلقينا تعهدات بالتعويض عن الأضرار التي لحقت بمنازلنا جراء عمليات التفجير القوية»، والتي حصلت من قبل. هذه التعهدات لم تشمل التعويض فقط بل أيضاً أن تكون «الانفجارات خفيفة» حسب ما قال النقابي جهاد المعلم، و«لكن لا أحد يراقب أو يحاسب، والأمر لم يعد يطاق». وقال رياض حيدر إن عمل الكسارات في محيط قب الياس «أحدث ضرراً بيئياً كبيراً، وأصاب مزروعاتنا بخسائر فادحة، عدا عن التسبب بتصدع المنازل المجاورة»، مطالباً بحل سريع. يذكر أنه يوجد في «قب الياس» ثلاث كسّارات. الأولى لأكرم البسط وأولاده، وقد جرى تصويب عملها، فأصبحت حسب شهادة صاحبها «لمجرد نقل البحص». والثانية لشخص من آل سعيد، أما الثالثة، فهي لجوزف صوايا وشركاه.