انتهت أمس الورشة التي أطلقتها جمعية «سكون» حول «المهارات الحياتية للمراهقين». فالمشروع يطبق للمرة الأولى باللغة العربية بعد اعتماده في المناهج التعليمية في 30 دولة حول العالم
ديما شريف
توّزع ناديا مكداشي من جمعية «سكون» أوراقاً عليها إسم نوع من الفواكه سيشكّل العائلة، ومركز الشخص فيها على عشرين مرشدة اجتماعية في القاعة. سرعان ما يبدأ الصراخ بين المشاركات في البحث كل منهنّ عن باقي أفراد عائلتها. تسود الفوضى والضحك إلى أن تفوز عائلة الموز التي التأم شملها أولاً. تجلس المرشدات على أحضان بعضهن البعض من الأب وصولاً إلى الطفل، وتصرخن بإسم عائلتهن.
كان تمرين «مانغو مانغو» واحداً من تمارين عدة أجراها المشاركون في الورشة التدريبية التي أقامتها جمعية «سكون» حتى يستطيعوا تطبيقها لاحقاً على الجمهور المستهدف وهو المراهقين.
بعد انتهاء التمرين انزوت كل مجموعة ـ عائلة لوحدها للإعداد لدرس من كتاب «المهارات الحياتية للمراهق» على أن تفسره لاحقاً على باقي المجموعات كتمرين قبل التطبيق في الصفوف لاحقاً. فالمشروع يقضي بتدريب الأساتذة والمرشدين الاجتماعيين كي يدرّسوا في المدارس الرسمية مادة بعنوان «مهارات حياتية للمراهق».
وكان المشروع طبق في عدد من المدارس الخاصة سابقاً وقررت «سكون» نقله إلى المدراس الرسمية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي. وتنتظر الجمعية من الأساتذة الذين سيعلّمون المادة تقويم تطبيقها في المدارس كي يصار إلى إدخالها مادة أساسية في المناهج التعليمية.
وتتمحور الورشة حول المهارات الحياتية التي يحتاجها المراهق في هذه الفترة الحرجة في حياته والتي يبدأ بها تكوين شخصيته. وبدأ العمل على الموضوع في آذار الماضي وينتهي في كانون الأول المقبل. وتعمل «سكون» المتخصصة بالتوعية والوقاية من الإدمان على المخدرات، عبر هذا المشروع على مفهوم «الوقاية» المسبقة لتعليم المراهقين. فالهدف الأساسي وراء المشروع هو بناء كل ما هو إيجابي عند المراهقين لتختفي السلبية لديهم سلوكياً ونفسياً بشكل تدريجي. ويصبح المراهق بالتالي قادراً على اتخاذ القرارات السليمة المتعلقة بحياته، وتزداد ثقته بنفسه، ويستطيع تكوين فكر نقدي، ووضع أهداف نصب عينيه والإيمان بقدرته على تحقيقها، والهدف الثاني من المشروع هو خلق جو من المرح داخل الصف يتعلم عبره التلميذ بعيداً عن التنظير ولكن عبر التفاعل ودون أن يعي أنّه فعلياً يتعلم.
وسيطبق المعلمون الذين تابعوا الدورة ما تعلموه في صفوفهم مع بداية العام الدراسي في صفوف السابع والثامن على أن يستمر التعليم طوال فترة العام الدراسي. وتجاوبت وزارة التربية والتعليم العالي مع الجمعية وأمنت لها لقاء مع مديري وأساتذة المدارس الرسمية في المنطقة المستهدفة وهي الضاحية الجنوبية لبيروت وفرن الشباك. وبعد ذلك، جرى اختيار 22 أستاذاً من هذه المدارس على أساس تعليمهم لأكثر من صف واندفاعهم الشخصي نحو الموضوع، كما تؤكد منسقة المشروع في «سكون» فدوى مرضعة. وسيدرّب هؤلاء الأساتذة ما يقارب ألف طالب في مدارسهم. أما المئتين الباقين من العينة المستهدفة فيقع على عاتق مرشدات الحركة الاجتماعية في اعتنائهن بالمراهقين ضحايا التسرب المدرسي.


الناشط في جمعية «أم النور» ندي صفير، هو من القليلين في لبنان المؤهلين للتدريب على «المهارات الحياتية للمراهقين». وقد تابع مع زميلته في «سكون» ناديا مكداشي، دورات مع مدرب من بلجيكا على برنامج «Lionsquest Skills For Adolescents» الذي يترجم للمرة الأولى إلى العربية