البدّاوي ــ عبد الكافي الصمديعود طلاب مخيّمي البدّاوي ونهر البارد إلى صفوفهم وسط ارتياح لم يعرفوه العام الماضي، بل كادت الأحداث تطيح بسنة دراسية كاملة لو لم يستلحقوها في منتصف الطريق. ففي المدارس التابعة للأونروا في مخيّم البدّاوي، لا يزال طلاب المخيّمين يتجاورون المقاعد بعد نزوح سكان مخيّم نهر البارد «نحن شركاء في المأساة منذ 60 سنة، لذا فإن تشاركنا مقاعد الدراسة لا يعد إضافة مهمّة»، يقول فراس حمدان، الطالب في الثانوي الثالث.
وإذا كان حمدان يشكو من أنّ إدارة التعليم في المنطقة «تماطل لجهة فتحها قسماً للعلوم العامة، رغم وجود أكثر من 15 طالباً، فإن شقيقته هيفاء، الطالبة في الثانوي الأول التحقت بصفّها أمس، حيث تؤمن الاونروا الكتب «على أن أعيدها نهاية العام ليستفيد منها طلاب آخرون».
تشير هيفاء إلى «وجود بعض النقص في الكتب، وخصوصاً المتعلق منها بالمرحلة الثانوية، لكن يجري العمل على تأمينها لنا كما وعدونا». وتقول: «ندفع رسوماً بسيطة بمثابة تأمين للكتب».
أما الدراسة في صفوف الروضات فلن تبدأ في المخيّمين قبل أول الشّهر المقبل، كما يوضح أبو فراس عيسى، أحد مسؤولي لجنة الإغاثة في مخيّم البدّاوي. ويشير إلى أنّ طلاب الرابع حتى الثالث ثانوي التحقوا بصفوفهم على فترات متقطعة منذ 15 أيلول، نظراً لعدم إنتهاء أعمال الصيانة في مدارس مخيّم البدّاوي، واستكمال أعمال تركيب المدارس الجديدة في مخيّم نهر البارد.
في غضون ذلك، يشرح مسؤول قسم التربية في الأونروا عبد الكريم زيد أنّ طلاب مخيّم نهر البارد يتوزعون على مدارس مخيّمي البدّاوي ونهر البارد التي تعمل بنظام الدوامين لاستيعاب الجميع. يلفت إلى «أننا نستلم بعد العيد مباشرة مدرسة جديدة إثر الإنتهاء من تركيبها».
ويؤكد زيد أنّ المدارس الجديدة في مخيّم نهر البارد «تضم التجهيزات اللازمة من تدفئة وتبريد وتصفيح عازل للصوت، على عكس مدرستي البدّاوي اللتين بنيتا العام الماضي على عجل لاستيعاب الطلاب». يشدد على «أنّ الطاقم التعليمي والإداري مؤمن، ونقوم بنقله بين المخيّمين يومياً».
لم يخف زيد أنّ الأونروا «تجاوزت قسماً كبيراً من الصعوبات»، كاشفاً أنّ مدارس نهر البارد تعاني تخمّة في عدد الطلاب، ما يضطرها للعمل بنظام الدوامين.