عاشت صيدا صباح أمس ما يشبه مسلسلاً بوليسياً، كانت حصيلته شابين في ربيع عمريهما. الجريمة المزدوجة مجهولة الأسباب، وتزامن وقوعها مع جولة قائد الدرك في الجنوب
صيدا ــ خالد الغربي
استفاقت أحياء صيدا القديمة أمس على جريمة مزدوجة، قُتِل خلالها طرفا الخلاف الذي بقيت أسبابه فردية، وبعيدة عن السياسة. ورغم تضارب الروايات عن أسباب الخلاف، توافق عدد من المصادر على وقائع الجريمة التي بدأت فصولها مع ساعات الفجر. إذ لقي الفلسطيني ياسر فتحي حليمة (1980) مصرعه بعد تلقيه طعنات بالسكين، يشتبه في أن من وجهها له هو الفلسطيني طلال السويدي (1987). وفيما لم تُحَدّد أسباب الخلاف بين الطرفين، ذكر معنيون أنه بدأ بالتلاسن، ثم تطور إلى تضارب بالأيدي واستعمال السكين. وقد أصيب حليمة بطعنات قرب القلب، فنقل إلى مركز لبيب الطبي، لكنه ما لبث أن فارق الحياة متأثراً بجراحه.
لم يمض وقت طويل على وفاة حليمة حتى لقي السويدي مصرعه بالرصاص، حيث توجه مجهولون، تردد أن بينهم شقيق حليمة، إلى منزله في صيدا القديمة، وعندما شاهدوه أطلقوا عليه النيران من مسدس حربي، وأصابوه بطلقات عدة كانت كافية لإزهاق روحه. وقد نقلت جثة السويدي إلى براد مستشفى حمود الجامعي في صيدا. وتعددت الروايات والمعلومات عن ظروف الخلاف بين حليمة والسويدي، وتداول بعض أبناء المنطقة رواية عن أن الخلاف بدأ بسبب المزاح بين الطرفين، ثم تطوّر إلى جريمة قتل. وذكر آخرون أن خلافات سابقة كانت تدور بين الشابين لأسباب مجهولة، إلا أنها تطورت فجر أمس وكانت الواقعة.
وفيما باشرت القوى الأمنية تحقيقاتها لمعرفة تفاصيل الحادث، اتخذت إجراءات أمنية مشددة، وخاصة داخل الأحياء القديمة لصيدا، حيث يقع منزلا القتيلين. وقد ضربت وحدات من الجيش اللبناني طوقاً أمنياً حول المنطقة، وسيّرت دوريات راجلة داخل الأحياء. ولاحقاً، تمكنت دورية من قوى الأمن الداخلي، بالتنسيق مع فرع استخبارات الجيش في الجنوب، من توقيف شقيق حليمة وشاب آخر يدعى محمد ق.، للاشتباه في ضلوعهما بقتل السويدي. وقد بدأت التحقيقات معهما بإشراف النيابة العامة الاستئنافية في الجنوب.
وطالب رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد القوى الأمنية باتخاذ خطوات ميدانية لضبط الوضع الأمني في المدينة، مستنكراً الجريمة التي وقعت صباح أمس. ودعا سعد «السلطات القضائية والأمنية إلى أن تتعاطى مع الموضوع بأقصى قدر من الجدية المسؤولية»، وقال «نطالبها بملاحقة المخلين بالأمن والمعتدين على المواطنين، الذين يحاولون فرض هيمنتهم على حساب أمن المواطنين وأرزاقهم خلال شهر رمضان المبارك وخلال فترة الأعياد التي ينتظرها الناس للحد من الضائقة الاقتصادية التي يعيشون في ظلها».
شكّور في صيدا
وكانت الجريمة أمس موضع اهتمام قائد الدرك العميد أنطوان شكور الذي زار قيادة منطقة الجنوب الإقليمية في قوى الأمن الداخلي، حيث عقد اجتماعاً في مكتب قائد المنطقة العقيد منذر الأيوبي حضره ضباط سرايا النبطية وصيدا وصور. وتطرّق الاجتماع إلى التنسيق مع قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب، فضلاً عن الاتصالات التي تجريها قيادة الدرك في الجنوب مع فرع استخبارات الجيش ومع الأطراف الفلسطينية بما يخص تسليم المطلوبين في مخيم عين الحلوة. ومن ناحية أخرى، ناقش المجتمعون إمكان تعزيز قطعات منطقة الجنوب بالعديد والعتاد اللازمين.