بعلبك ــ علي يزبكتشهد مدينة بعلبك عشية عيد الفطر ازدحاماً شديداً لم تشهده منذ سنوات، حيث أقبل المواطنون على التسوّق وشراء مستلزمات العيد من ثياب جديدة وحلويات وغيرها، ولم تنفع كل التدابير الاستثنائية التي اتخذتها شرطة بلدية بعلبك ومفرزة سير بعلبك في قوى الأمن الداخلي في الحد من العجقة التي تواصلت حتى ساعة متأخرة.
وعلى غير عادة لم يكن هناك انزعاج من الزحمة. بالرغم من «بعض الانتظار وشد الأعصاب والنرفزات» كما يقول المواطن محمد خير الدين الذي أحضر عائلته وخمسة من أبنائه إلى سوق بعلبك لشراء ثياب العيد، لكنه لم يتمكن من ركن سيارته سوى على شارع راس العين بعيداً عن السوق و«بعد نصف ساعة من اللف والدوران بالسيارة». لكن «مش مهم فقد حضرت من أجل أن أرى فرحة أولادي بالثياب الجديدة».
وتشهد محالّ الثياب والحلوى الإقبال الأكبر من جانب المواطنين. وتقول نجاح رعد وهي أم لثلاثة أطفال «اشتريت لأولادي ثياباً جديدة تنسجم ألوانها مع اللون الذي فرضته المدرسة من أجل التوفير. وبذلك أكون قد اصطدت عصفورين بحجر واحد». وتضيف إن «الأسعار مرتفعة، ولكن يوجد في السوق لكل شخص حاجته: أنواع للفقراء وأخرى للأغنياء».
أما هناء العصيدي، التي كانت تساوم بائع الحلويات بحدة، فتقول «كل شيء نار، زادوا معاشات الموظفين وارتفعت الأسعار أكثر من خمسين في المئة، ولكنني في النهاية سأشتري لأن العيد بالنسبة إلى الأطفال هو الحلوى». ويؤكد محمد حبيب، صاحب محل لبيع الملبوسات أن «الانفراج السياسي والمصالحات انعكست على السوق، حيث زال التوتر والتشنج وأقبل المواطنون على الشراء. صحيح أن هناك نسبة لا بأس بها تشتري بالدين، ولكن حركة السوق ممتازة، ولم نشهد هذه العجقة منذ سنوات».
بدوره، أكد رئيس نقابة أصحاب المؤسسات والمحالّ التجارية في البقاع محمد كنعان، أن ما تشهده بعلبك «عشية العيد هو أمر غاب فترة خلال السنتين الماضيتين بعد عدوان تموز 2006، والتشنج والأزمات التي شهدتها البلاد»، ويضيف الرجل «كانت مصادفة جيدة أن تأتي المصالحات ونهاية الشهر والعيد، وانعكس ذلك على حركة السوق التي تشهد إقبالاً منقطع النظير يعيد أسواق بعلبك إلى موقعها الريادي». ورأى كنعان أن حركة السوق تحسّنت مئة في المئة، وخصوصاً أن محالّ المدينة يمكنها تلبية احتياجات كل شرائح المجتمع، متمنّياً أن ينسحب الاستقرار إلى ما بعد الأعياد.