جانا رحاللا داعي للقلق أيتها الأمهات، يمكنكن من الآن فصاعداً تهدئة أطفالكن المولودين حديثاً من خلال كتاب «Art of Babies» الذي يصدر قريباً في بريطانيا. يتضمن هذا الكتاب مجموعة صور نفذها عدة فنانين وتتمحور حول وجوهٍ وعيونٍ وأشياء باللون الأسود والأبيض فقط. يانا بيل، معدة الكتاب والمساعدة الفنية في جمعية الفنون البريطانية، استوحت أفكارها من وجهات نظر ممرضة أطفال تعمل في أحد مستشفيات لندن واسمها هانا لزنباي. فبعد مراقبة العديد من الأطفال طوال عشر سنوات، اكتشفت لزنباي أن بعض الصور باللونين الأبيض والأسود يمكنها تهدئة الطفل المولود حديثاً. وتقول لزنباي إن هذه الصور تعطي الأطفال قدرة على التركيز بعدما ينفجرون بالبكاء لسبب معين.
وقد تأكدت لزنباي من مراقبتها لطفل بيل الذي كان يهدأ عند رؤيته للوحة بالأسود والأبيض مثبتة على جدار المطبخ، فيظل الطفل ينظر إلى الصورة بشكل لافت من لحظة خروجه من المستشفى.
ومن الأسئلة التي قد تُطرح على الممرضة أو معدّة الكتاب: لماذا قد ينظر الطفل إلى هذه الصور؟ فتجيب بيل: «يوافق علماء الأعصاب على أن الطفل يركّز على التباين في الأشياء. وطوال السنوات العشرين الماضية، أجرى الباحثون عدة اختبارات نتج منها أن الطفل في حاجة إلى صور بالأبيض والأسود». ومن الأبحاث الصادرة عن جامعة بيركبيك في لندن بحث يؤكد أن الطفل قادر على الرؤية منذ الولادة، إلا أنه لديه صعوبة في التركيز على الأشياء البعيدة بسبب ضعف حاسة النظر في المرحلة العمرية الأولى. وفي الشهور الأولى لا يرى بوضوح الأشياء التي تقع على مسافة لا تبعد عن 50 سنتيمتراً، وعندما يبلغ عاماً واحداً تصير قدرته على النظر واضحة.
تلفت مسؤولة مركز علوم الأعصاب في جامعة كامبردج البروفسير أوشا جوسوامي إلى «أن كل رسم أو مشهد يتضمن تبايناً واضحاً ـــــ كأطراف أو خطوط بيضاء وسوداء ـــــ يكون أفضل محفّز للرؤية لدى الأطفال». وتلفت جوسوامي إلى أنه غير معروف إذا كان الطفل يرى الصورة كلها كالكبار أو أنه يركز فقط على الأطراف والخطوط.
من جهة ثانية، تؤكد مؤلفة «Complete Baby and Childcare» ميريم ستاببارد أن الأطفال يتمتعون منذ نعومة أظفارهم بالقدرة على رؤية الوجه الذي يطعمهم وحفظه، فضلاً عن أنهم يركزون على أطراف العيون والفم. ويتعلمون كيف يتعرفون إلى أمهاتم من طريق حفظ شكل التقاء الشعر مع الجبين. وتقول ستاببارد إن المولود حديثاً قد يتعرف من خلال هذا الكتاب بتفاصيل ستحفظها ذاكرته، ولكنه يحتاج إلى مساعدة من أحدٍ ما للتعرف إلى هذه التفاصيل.
عدد من نقاد الفنون في بريطانيا لم يرحّبوا بالكتاب، ورأوا أن الحديث عن قدرة الطفل على تأمل هذه الصور وفهمها قبل بلوغه الشهر الثامن، هي فكرة خاطئة. لكن صاحب إحدى الصور الموجودة في «Art of Babies» الفنان دايفد شريغلي أعلن أنه يشعر بالفرح لأنه سيصير لديه معجبون صغار جداً. ويرى أن الأطفال يتجاوبون مع أشياء غريبة، لذلك يعتقد أن الفنان يجب أن يشعر بالإطراء لأن عيوناً صغيرة تقدّر فناً كهذا. الكتاب يقدم اقتراحاً جديداً مفاده أنه يمكن الطفل أن يستمتع بالفن الحديث. وتسأل لزنباي: لماذا لا نعرض هذه الصور أمام أطفالنا لتحل مكان الشخصيات الكرتونية مثل تلي تابيز؟ وتختم لزنباي بأن الطفل يفضّل الأعمال التي تؤكد التواصل الإنساني والتي تصوّر وجوهاً مبتسمة.