طرابلس ـ عبد الكافي الصمدللعام الثالث على التوالي تفتح المدارس الرسمية في طرابلس أبوابها لاستقبال مواطنين نزحوا من بيوتهم ومناطقهم بسبب الظروف الأمنية، ما جعلها تقوم بوظيفة إضافية أخرى غير وظيفتها الأساسية كمكان للتعليم. لكن الوظيفة الجديدة والمؤقتة للمدارس كادت تطيح مراراً الوظيفة الرئيسية لها، نظراً للأضرار الكبيرة التي لحقت بها، وحاجتها بعد خروج النازحين منها إلى إعادة تأهيل شاملة قبل عودتها كما كانت، كما حصل في السنتين الماضيتين.
فبعد اندلاع الاشتباكات على محاور باب التبانة وجبل محسن في طرابلس في 10 أيار الماضي، تزايدت أعداد النازحين من هذه المناطق باتجاه مناطق أكثر أمناً. وكانت النتيجة فتح أبواب المدارس الرسمية أمام هؤلاء النازحين، بعدما أعطى وزير التربية السابق خالد قباني موافقة على طلب تقدم به تيار المستقبل في طرابلس بهذا الخصوص.
والمدارس التي فتحت أبوابها لإيواء النازحين في كل من طرابلس والميناء هي: النور، النصر، روضة الميناء، النهضة، مي، النموذج، الفضيلة، الزاهرية بنات، والزاهرية صبيان، و«تضم 240 عائلة من أصل 790 عائلة نازحة من مناطق الاشتباكات، نعمل بعد حصولنا على إذن من وزارة التربية بفتح بعضها، على تقديم كل ما يلزم لمساعدتهم»، وفق ما أشار منسق التيار في الشمال عبد الغني كبارة لـ«الأخبار» بعد تفقده العائلات النازحة.
من جهته، أمل رئيس المنطقة التربوية في الشمال حسام الدين شحادة عودة النازحين إلى منازلهم سريعاً، حتى لا يؤثر ذلك على انطلاقة العام الدراسي المقبل، وخصوصاً أن المدارس التسع التي لجأ إليها النازحون تتسع لنحو ألفي تلميذ على الأقل.
وفي حين أشار شحادة إلى ورود شكاوى إلى المنطقة التربوية عن وجود تخريب في بعض المدارس، أوضح أن «مهمة إصلاح ما يُخرّب يعود إلى الهيئة العليا للإغاثة».
وأضاف شحادة أنه «لم نتلقّ أي تعليمات بعد بخصوص إيجاد بدائل لهذه المدارس، إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه، أو إذا رفض النازحون العودة إلى منازلهم المدمرة قبل ترميمها»، ورأى أن «من الضروري حينها إيجاد أماكن أخرى لاستقبال النازحين، وسنعمل مع الجهات الرسمية وهيئات المجتمع المدني على مساعدة النازحين من جهة، واستعادة المدارس من جهة أخرى».