روز زيادهأتوجّه برسالتي هذه إلى كلّ مسؤول بالحكم اللبناني، وكل مَنْ يمنّي النفس ليكون من أعضاء الهيئات الحكومية. الأسبوع الماضي حضر إلى بيتنا عامل من البلدان العربية ليقوم ببعض أعمال السنكرية. أثناء احتسائه القهوة، وبعدما عرفت من أي بلد هو سألته: هل تحبون اللبنانيين؟ واستدركت بجملة أخرى «أعرف أن شعب بلادك يحب اللبنانيين، إنما أقصد حكام بلادك». أجابني: «والله يا مدام أنا ما بعرف بقلوب الحرامية». إجابته هذه رسمت أمام عيني صورة كاملة عن مساواتنا بالهم الذي يلف بلدنا وبلداناً عربية أخرى. همنا المشترك هو الفقر الذي يجبرنا على التنقل من بلد إلى آخر سعياً وراء لقمة العيش في وقت حكامنا ممنطقون بالعيش الرغيد، ولكنهم يفتقرون إلى ثقتنا.
لماذا يا سادة؟ لماذا تريدوننا فقراء بحاجة إلى كل الحاجيات التي تؤمّن لنا الاستمرار بالحياة؟ أنتم يا حضرة السادة ترثوننا جميعاً، تجردوننا من أبسط حقوق المواطنين. أنتم تحصلون على بدل تقاعد على مدى الحياة، والرفاهية لأولادكم. لا يمكننا مسامحتكم على أنانيتكم هذه إلا إذا وضعتم على جدول أعمال أول جلسة لمجلس الوزراء ومجلس النواب بند تحقيق: ـ التعويض عن أيام بطالة العاطلين عن العمل. ـ ضمان الشيخوخة للعجزة. ـ الحد من غلاء المواد الغذائية. فأنتم يا سادة لغاية الآن تبنون مجتمعات بائسة، تتلهى باللهاث وراء تأمين البديهي من مقومات العيش، وتحرمون البلد إبداعهم ليعود منارة الشرق بعدما تهدم بنار الأحقاد.