يشغل طلابَ كلية طب الأسنان في الجامعة اللبنانية وأساتذتهم سجالٌ يخرج من أسوار الجامعة لينتشر في معظم عيادات طب الأسنان الموزعة على طول الأراضي اللبنانيّة وعرضها
غسان سعود
لا يتعدى عدد طلاب كلية طب الأسنان في مجمع الحدث الجامعي ثلاث مئة طالب، الأمر الذي يبقي هؤلاء على اطلاع بكل ما يعصف بكليتهم الصغيرة حتى خلال العطلة الصيفيّة. وينهمك معظمهم اليوم بالخلاف الجدي بين أساتذتهم على خلفية انقسامهم بين مؤيدين لعميد كلية طب الأسنان بالتكليف فادي عطيّة ومعارضين له، وهو انقسام ذو خلفيّة أكاديميّة بحتة، لكنه سرعان ما تأثر بالانقسام السياسي كما يبدو من كلام الأساتذة الذين يتجنبون الدخول في تفاصيل ما يحدث في كليتهم.
وفي التفاصيل، أنّ كليّة طب الأسنان تعيش وضعاً غير طبيعيّ منذ كلف رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور زهير شكر، في 25 حزيران 2008، الأستاذ المتعاقد في الكلية الدكتور منير ضومط مهام العمادة «طوال فترة غياب عميد الكلية فادي عطية»، كما يرد في تكليف رئيس الجامعة.
وقد عمد ضومط، بحسب بعض أساتذة الكليّة، إلى خفض عدد ساعات التدريس الخاصة بعقد عطيّة من 1500 إلى 528، وزاد في المقابل عدد ساعات التدريس في عقده من 432 إلى 1500. «كذلك أعد بسرعة مشاريع عقود تدريس جديدة، من دون موافقة رؤساء الأقسام المختصين ودون اتّباع الأصول القانونية المعتمدة للأساتذة وحيد ترو، محمد بيطار، رضى مرتضى، وفدى الصياح. ولم تدرس ملفاتهم عبر لجنة الاختصاصيين لاقتراح اللقب المناسب، كما لم تعرض على مجلس الكلية للموافقة في الجلسة التي عقدت بتاريخ 10/7/2008، مع العلم، بأنه في ما يخص الدكتور وحيد ترو، فقد رفض مجلس الكلية سابقاً، بالإجماع، إعداد عقد تدريس خاص به. ويظهر محضر اجتماع المجلس في 6/7/ 2006 أنّ الموقعين الـ11 علّلوا رفضهم التعاقد مع ترو نظراً لـ«عدم انسجامه وتعاونه مع أفراد الهيئة التعليميّة في القسم، ولممارسات عدّة لا تليق بمبادئ المهنة، إضافة إلى أنّه خلال الفترة التي درس فيها سابقاً في الكلية، لم يكن على المستوى العلمي والأكاديمي المطلوب لتوفير الدروس النظريّة والسريريّة بما يتناسب مع المستوى العلمي الرفيع الذي تتميز به الكلية (...)».
ويتهم بعض الأساتذة ضومط أيضاً بالتشهير بسمعة عطيّة من خلال اختلاق أخبار عارية من الصحة. وقد ازداد الهمس بما يحصل في هذه الكلية بعد عودة عطيّة من السفر وإصداره قراراً بإقالة ضومط، لا من العمادة فقط، بل من مهماته بوصفه رئيس قسم «صحة فم المجموعات وعلومها الوبائية» أيضاً. وأصدر عطية قراراً آخر يقضي بإقالة الدكتور إيليا صفير، المقرب من ضومط، نظراً لتطاوله في 8/5/2008 على عميد الكليّة من مهامه رئيس قسم لطبابة أسنان الأطفال، وذلك لحين انتهاء التحقيقات وجلاء الحقيقة. وردَّ رئيس الجامعة، مشيراً إلى أنّ عطيّة تجاوز الأصول والأعراف الأكاديمية في قراريه بحق ضومط وصفير، ولم يلتزم الأصول المحددة التي يفترض اتباعها في حال حصول نزاع أو خلاف أو اتهام بالإساءة. وأكد شكر عدم قانونيّة الكتابين واستمرار الدكتورين في مهماتهما بوصفهما رئيسَي أقسام، الأمر الذي وضع أبعاداً جديدة للسجال الذي يبدو أنه مرشح للاستمرار، ولن يتأثر بعطلة الجامعة اللبنانية الصيفيّة.