كنت قد غبت عن روحيستين عاماً
جسداً نازفاً عازفاً،
نموت لتحيا
تذكّروا، ولا تُذَكِّروها،
تُخجلونني فتقتلونها
ستون عاماً
وما جف النزيف
دعوني أنزف وأنزف وأنزف
كالنهر من الشمال
وأنزف كالوطن
من الجنوب
وأنزف كالأحمر
شمالاً
جنوباً
كالعلم الوحيد
دعوني فأنا جرح شاتيلا والزعتر
دعوني فأنا الجرح القديم
والقادم الجديد
وأعطوني هذه السيجارة المبللة بالدماء
فهي لي
أدفنها دون أن أنفخ دخانها
فهناك من ينفخ الدخان من البعيد
لا تلمسوها ولا تحملوها شعاراً
ولا تشعلوها
ولا تشعلوها
لا تخسروها

شاهد عيان (كتيبة 5)