ريما أبو فخرما إن تنطفئ حرائق، من تلك التي تأكل الأخضر واليابس، حتى تندلع حرائق جديدة، مهدِّدة الثروة الحرجية والغابات في وطن جميل، يقصده السياح والمصطافون لجمال طبيعته الخلابة، ما يساعد على توافر أموال طائلة، تنعش الدورة الاقتصادية الوطنية، وتالياً المالية العامة للدولة، ما يمكّنها من تغطية نفقات خدمات صحية واجتماعية وحياتية وإنسانية وغيرها. غاباتنا والأحراج والبساتين والجنائن ثروة وطنية، يجب المحافظة عليها وحمايتها من أيدي العابثين: إهمالاً أو عن قصد الإساءة إليها للإفادة منها، حطباً لتدفئة فصل الشتاء البارد جداً في المرتفعات الجبلية، أو إقامة المشاريع الإعمارية فوق الأراضي المحروقة، وهو ما يتحدث عنه الناس، بصوت مرتفع هذه
الأيام.
لقد حان الوقت، ليكون لدى الدولة كل ما يمكنها من التدخل الفوري السريع قبل استفحال الأمور إلى الدرجة التي تهدّد حياة المواطنين الأبرياء في بيوتهم، إضافة إلى ممتلكاتهم والأرزاق، فضلاً عن تحويل لبنان الجميل الأخضر، الرائد في مجال السياحة في العالم، إلى أقرع، ما يوجع القلب، ويؤسف له أشد
الأسف.
إنّنا ننتظر بفارغ الصبر أن تقوم الحكومة الجديدة، بكل ما من شأنه ليس فقط صون الثروة البيئية الخضراء الرائعة، بل بذل جهود متواصلة تهدأ لتحريج لبنان، من شرقه إلى غربه ومن جنوبه إلى الشمال، في صورة تجعله جنة أبدية لكل من يحلم بنعيم حقيقي وما أكثرهم.