هيثم خزعل«يمكن التعرف إلى البصمات من خلال تحليل المواد المنتشرة عليها»، هذا أبرز ما جاء في الدراسة التي نفذها الباحث الهندي غراهام كوكس ومجموعة من الباحثين الأميركيين، وقد نشرتها أخيراً صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. وتمثّل نتائج هذه الدراسة تقدماً في عالم التحقيقات الجنائية، فمنذ قرن تُحدد البصمات الرقمية هوية الأشخاص من خلال الخطوط المرسومة على الجلد فقط. أما كوكس وزملاؤه فقد اعتمدوا على التوقيع الجزيئي (moleculaire) الذي تتركه البصمات الرقمية، والتي تأتي إما من مواد طبيعية موجودة في الجلد أو من بقايا مواد غريبة عن جسم الإنسان كالمخدرات والمواد المتفجرة. كما تتيح هذه التقنية التعرف إلى البصمات المتداخلة التي يتركها الأشخاص، والتي يصعب تحديدها بواسطة الطرق البصرية المستخدمة حالياً.
تعتمد التقنية على «رشح» سائل مشحون بالكهرباء على جزء من البصمة لتذويب المواد المنتشرة على سطحها (pulverisation). بعدها يؤخذ السائل ويُحلل بعد تسخينه في مقياس للطيف أو الظل (spectometre) حيث يسحب الجهاز الغازات من السائل ويشحن الأيونات بالكهرباء (ionization-desorption)، ويحدد كمية المواد الكيميائية التي يحتويها وهويتها. وتتكرر العملية مرات عدة حتى تغطي كامل البصمة، وتساعد على الحصول على صورة كيميائية كاملة للبصمة.
ويلفت دميان إيفا، أحد الباحثين الذين شاركوا في وضع الدراسة، إلى أن هذه التقنية تساعد الباحثين في التعرف على بصمات رقمية متداخلة من خلال تعريض كل بصمة لبرنامج تعريف يساعد على تحليلها. ويطمح الباحثون لاستخدام اختراعهم الجديد في العمليات الجراحية لتحديد وجود مواد في أعضاء المريض مرتبطة ببعض الأمراض كالسرطان. يعتقد مصنعو الآلة أنهم بذلك سيمكنون المحققين من تحليل البصمات مباشرة في مسرح الجريمة.