يتحوّل شباب بعلبك من الولاءات الطائفية والسياسية إلى الواجب الوطني للتصويت لمغارة جعيتا وأرز الرب التي ستشمل المناطق اللبنانية
بعلبك ـ عبادة كسر
أطلق «شباب بعلبك» حملة «مسير» التي تتضمن تحركات توعوية وإصدار بيانات إعلانية للتصويت لمغارة جعيتا وأرز الرب ليدخلا في القوائم العالمية لعجائب الدنيا السبع. يشرح صاحب الفكرة محمد ياغي قائلاً: «انطلقت حملتنا من بعلبك وسنوسّع نشاطنا إلى مختلف المناطق اللبنانية». ويوضح «أننا لم نقصد التفرقة المناطقية حين أطلقنا على أنفسنا شباب بعلبك، بل هدفنا إلى إلغاء الصورة الخاطئة عن أبناء المنطقة حيث ينعتون ظلماً وكأنهم وحوش كاسرة». وتقول رزان القيم: «الشؤون الوطنية والثقافية كانت ولا تزال من أولويات البعلبكي على رغم الإهمال المتعمّد بحق هذه المنطقة، فنحن روّاد حضارة وفكر ولسنا كما نُصوَر». توزّع «شباب بعلبك» على أحياء المدينة وسوقها التجاري، فوزّعوا البيانات وأجروا حوارات في محال الإنترنت عن التصويت وأهميته بعد التعريف بـ«مغارة جعيتا»، و«أرز لبنان» والأهمية السياحية للموقعين، والجدوى من التصويت.
وطلب الشباب من أصحاب المحال بأن يضعوا على الـ«Desktop» صورة للموقعين كانت قد جهزت سابقاً، فلم يمانع هؤلاء بأن تفتح الشاشات مباشرة على مواقع التصويت، وطلبوا من زبائنهم التصويت بكثافة.
قررت هديل صلح الالتحاق بمسير «شباب بعلبك» بعدما التقتهم في أحد محال الإنترنت، وتشرح: «نفتقد في بعلبك النشاطات الهادفة، لذا لم أتردد يوماً أن أشارك في النشاط، وخصوصاً أننا في لبنان نحنّ إلى الاستقرار، مؤكدة ضرورة أن يشارك الجميع في التصويت المكثف حتى نسحب المشهد اللبناني الحالي الجهنمي إلى موقعه السليم». أجمع «شباب بعلبك» على أن كل شبر في أرض لبنان هو لكل اللبنانين، وقالوا: «إذا تسنى للبنان أن يدخل القوائم العالمية لعجائب الدنيا السبع، فإنه إنجاز كبير لوطن كتب على جراحه أن لا تندمل».
يقضي «شباب بعلبك» وقتاً طويلاً بالتفنن في صياغة البيانات التي تحفّز على التصويت والتي تبرز جمالية المواقع ومما جاء فيها: «أن تتنزه في أحضان الطبيعة ليس أمراً جديداً، وإن كان نادراً هذه الأيام في لبنان، ولكن أن تتنزه في طبيعة تزخر بأكثر من ثلاثة ملايين أرزة لبنانية، يرقى بعضها إلى ثلاثة آلاف عام أمر استثنائي. فهذه الأشجار التي تنتصب شموخاً وعنفواناً وصلابة، تضفي جواً من الهيبة والاحترام على متأمليها لا بل على المتسمّرين أمامها. فيخيل للمرء أنها تكاد تفشي أسراراً عجزت أبحاث المؤرخين والجيولوجيين عن كشفها، لكنها في الواقع تبقى صامتة وكأنها مؤتمنة على حفظ تاريخ ذاك الجبل. السكون التام تخرقه من وقت الى آخر زقزقات العصافير، لتعود أغصان الأرز المستوية بعناية دقيقة وتفرض حضورها من جديد كمن يحافظ على رهبة المكان». ويصوّر البيان مغارة جعيتا بأنها جوهرة فريدة لا مثيل لها، مشعّة على الرغم من الصخور التي تكتنفها، نحتها التاريخ مغارةً عظيمة على أرض لبنان، وشم الزمان بصماته على جبينها، إلا أن مرور الوقت عليها لم يطبعها بطابع الشيخوخة، بل على العكس من ذلك، برز جمالها في قدم عمرها، فتألقت مسنةً شابة، إنها مغارة جعيتا».