ليال حدادأعلم أن صفحات الصحف لا تتّسع للمشاعر الخاصة، ومع ذلك إليكم القليل من الرومنسية «تغييراً للجوّ»:
تشعر بعينيه تراقبانها من الخلف. تزيد خطواتها دلعاً مقصوداً. فرغم مرور سنوات على حبّهما لا تزال تحتاج إلى «دوز» معيّن من الغزل اليومي. هي تحبّه أكثر من أي شيء، هكذا تقول له، وهذا هو الواقع دون مبالغة أو عواطف «شرقية» جياشة. تحبّه. هو يحبّها أيضاً، تدرك ذلك من القلق الذي يعتريه إذا ما وصلت إلى عملها ولم تتّصل، أو إذا أبدت أدنى علامات الألم أو التذمّر، وهو أمر يحصل بطريقة شبه منتظمة بصفتها شخصاً «نكداً»، وكثير التذمّر من كل تفاصيل الحياة.
يختلفان على أمور كثيرة. يسخر من أفكارها ومن حبها للينين وستالين «وكل شي بيخلص بالإين»، فلا تجد مهرباً إلا بانتقاد عشقه لحزب الله وللسيد حسن تحديداً. «روح تجوّزو»، تخرج العبارة من فمها مرفقة بكمية غير قليلة من «اللأمنة». وعندما يصل النقاش إلى حدود متوتّرة يعودان إلى فلسطين. فلسطين تجمعهما. الشيخ إمام يجمعهما... وحبّهما يجمعهما.
هي تحبّه أكثر من أي شيء، هكذا تقول له، وهذا هو الواقع دون مبالغة أو عواطف «شرقية» جياشة. تحبّه.
سامحها حين أخطأت، أشعرها بأنها تستحقّ كل تضحيات العالم دون منّة. يغضب أحياناً من تصرّفاتها، ليعود ويحضنها فينتهي الغضب. هكذا، بعناق واحد وبعض العتب، تنتهي مشاكلهما. ست سنوات وخمسة أشهر بالتمام والكمال مضت، لا يزالان في بداية حبّهما، مهما قال من حولهما، ومهما استغرب المستغربون. هي تحبّه، ولأنها تحبّه كتبت ما كتبت.