ورد في التحقيق الذي نشر في «الأخبار»، العدد 596، تحت عنوان «إحياء الشعائر القديمة على قمة حرمون» أنّ زوار الجبل يصعدون إليه للسنة الثانية بعد التحرير، فيما أهالي المنطقة دأبوا منذ التحرير على القيام بزيارات منظّمة إلى قمة حرمون، سالكين طرقاً وعرة على ظهور البغال، قبل أن تشقّ بلدية راشيا الوادي طريقاً ترابية تصل إلى حدود 2200 فوق سطح البحر، وتنظّم عملية الصعود وترعاه، حيث تعدّ مخيماً تستقبل فيه الزائرين بعد أن تتولى نقل عدد كبير منهم إلى المخيم، وتنظّم الصعود فجراً إلى قمة الجبل في مناسبة «عيد الرب» المعروف بعيد «التجلي».وأصبحت هذه الزيارة وطقوسها الدينية المرعية من مراجع عليا في مطرانية الروم الأرثوذكس في قضاءي مرجعيون وحاصبيا، تقليداً سنوياً، تجري مراسمه بين الخامس والسادس من كل آب.
وكان باستطاعة قاصدي حرمون زيارة بعض المواقع التاريخية وبعض المعالم «المقدسة» على نحو «قصر شبيب» وصخرة التطواف والمغارة ذات الرمزية التعبدية، إذا كانت تقدّم النذور حولها، التي ظلت إلى الأمس القريب، قبل أن توسّع وحدة «الأندوف» التابعة للأمم المتحدة والمتمركزة في أعلى قمة الجبل، منذ سنتين، مقرها، وتسيّجه وتحصّنه، وبالتالي تمنع زوار الجبل من الدخول إلى موقعي الصخرة والمغارة. ولم تجد المفاوضات معهم نفعاً.
وكانت بعض أطلال «قصر شبيب» (التي كانت معالمها واضحة قبل أن تقوّض المعارك الحربية التي جرت في المنطقة بين الجيشين الإسرائيلي والسوري بين عامي 1967 و1973) قد تعرّضت للنهب ونُقلت حجارتها كما تؤكد مصادر الأهالي.