جانا رحالتزامناً مع عبور القوات الروسية جنوب أوسيتيا، ظهرت حرب من نوع آخر ضد البنية التحتية والمواقع الإلكترونية للحكومة الجورجية. وشمل أسلوب الهجوم تشويه المواقع على الشبكة العالمية، وعمليات نفسية على المواقع الإلكترونية، وكذلك حملات دعائية شرسة. لقد بدأت الحرب الإلكترونية عندما تعرّض الموقع الرسمي للرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفلي للإسقاط من جانب المتسللين عبر شبكة الإنترنت. وألقت الحكومة الجورجية اللوم على روسيا، لكن روسيا نفت علاقتها بالأمر. هذه الهجمات الإلكترونية حدّت من قدرة الحكومة الجورجية على نشر الرسائل والتواصل مع «المتعاطفين» معها حول العالم خلال حربها العسكرية مع روسيا.
ليست هذه المرة الأولى التي تحصل فيها حرب إلكترونية في البلقان، فقد تعرّضت الحكومة الإستونية في نيسان وأيار 2007 لهجوم إلكتروني مماثل بسبب تغيير موقع نصب تذكاري يُكرّم الجنود السوفياتيين في الحرب العالمية الثانية.
إن الهجوم الإلكتروني يعمل على إبطال خادم المواقع عن طريق رسائل وهمية وفيروسات بريد الـ«سبام»، ما يجعل المتسللين يتحكمون بالموقع. كثرة الرسائل تسبّب زحمة المواقع (web-traffic) ما يجعل زيارة الموقع المُستهدف صعبة أو مستحيلة. ويصعب تحديد هوية المهاجمين، إذ إن الهجمات تُشنّ عبر آلاف الحواسيب الشخصية.
وفي الحرب الإلكترونية الأخيرة، اعتمدت روسيا خطة واضحة في الهجوم الإلكتروني على المواقع الجورجية. جرى أولاً توزيع الأهداف بشكل مدروس عبر المنتديات الروسية. ثم وُجهت الدعوة لمستخدمي الإنترنت إلى المشاركة في «الحرب»، ووُزّعت لوائح بالمواقع الإلكترونية المستهدفة، وعلى رأسها العناوين الإلكترونية الخاصة بالسياسيين الجورجين. وأخيراً حُدّد هدف الحرب بـ«القضاء على قدرات العدو في التواصل من خلال القنوات المعروفة».
الهجوم الإلكتروني هو سلاح غير مكلف، والأساليب المعتمدة فيه سهلة، ومن المؤكد أنه سيصبح من سمات الحروب الحديثة رغم تحذيرات الخبراء من «ثورات وحروب أهلية إلكترونية».